وعلى أي فهو أقرب الى الحقيقة من كون نزولها يوم عرفة ، كما جاء في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما لزيادة الأيام حينئذ . انتهى .
كما تعارض قول عمر بأن يوم عرفات كان يوم جمعة ، رواياتهم التي تنص على أن الآية نزلت يوم الإثنين .. ففي دلائل البيهقي : ٧ / ٢٣٣ : عن ابن عباس قال : ولد نبيكم صلىاللهعليهوآله يوم الإثنين ، ونبئ يوم الإثنين ، وخرج من مكة يوم الإثنين ، وفتح مكة يوم الإثنين ، ونزلت سورة المائدة يوم الإثنين : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وتوفي يوم الإثنين .
ـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ١ / ١٩٦
رواه أحمد والطبراني في الكبير وزاد فيه : وفتح بدراً يوم الإثنين ، ونزلت سورة المائدة يوم الإثنين : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات من أهل الصحيح . انتهى .
وللحديث طرقٌ ليس فيها ابن لهيعة .. ولكن علته الحقيقية عندهم مخالفته لما قاله الخليفة عمر ، كما صرح به السيوطي وابن كثير ! فقد قال ابن كثير في سيرته : ١ / ١٩٨ : تفرد به أحمد ، ورواه عمرو بن بكير عن ابن لهيعة ، وزاد : نزلت سورة المائدة يوم الإثنين : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وهكذا رواه بعضهم عن موسى بن داود به ، وزاد أيضاً : وكانت وقعة بدر يوم الإثنين . وممن قال هذا يزيد بن حبيب . وهذا منكرٌ جداً !! قال ابن عساكر : والمحفوظ أن بدراً ونزول : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ يوم الجمعة وصدق ابن عساكر . انتهى .
وقد تقدم أن علة نكارته عند ابن كثير أنه مخالف لقول عمر ، وقول معاوية ! وقد كان ابن عساكر أكثر اتزاناً منه حيث لم يصف الخبر بالضعف أو النكارة ، بل قال إنه مخالفٌ للمحفوظ ، أي المشهور عندهم ، وهو قول عمر .
وينبغي
الإلفات الى أن الإشكال عليهم بأحاديث نزول الآية في يوم الإثنين إنما هو إلزامٌ لهم بما التزموا به ، وإلا فنحن لا نقبل أنه صلىاللهعليهوآله لم يبق بعد الآية إلا ثمانين يوماً