ينجلِ لذلك البعض إلّاشبح عن ذلك العالم.
يقول أحد العلماء :
كان الفلاسفة الغربيون ـ إلى القرن السادس عشر كجميع الأمم الأخرى ـ يؤمنون بالوحي ، وذلك لأنّ كتبهم كانت حافلة بالاخبار عن الأنبياء ، وعندما ازدهرت العلوم الجديدة «الطبيعية والتجريبية» واخذت تفسر كل القضايا على اسس مادية ، تراجع فلاسفة الغرب عن آرائهم وأخذوا ينكرون الوحي ، وتجاوزوا إلى أبعد من ذلك بأن اعتبروا الوحي مجموعة من الأساطير والخرافات التي عفا عليها الدهر ، وتبعاً لذلك فقد أنكروا وجود الله وعالم ماوراء الطبيعة والروح ، وامتد بهم الأمر إلى أن يفسروا الوحي بمجموعة من التخيلات أو الأمراض العصبية.
واستمر هذا التوجه حتى أواسط القرن التاسع عشر إلى أن تمّ اكتشاف عالم الأرواح بالطرق العلمية والتجريبية ، وأصبح عالم ماوراء الطبيعة في قائمة القضايا التجريبية ، وقد كتبت حول ذلك المئات بل الآلاف من المقالات.
ومن هنا أخذت مسألة الوحي طابعاً جديداً لدى هؤلاء وخطوا خطوات جديدة في هذا المضمار ، على الرغم من أنّهم لم يفسروا هذه الظاهرة كما فسرتها الأديان الاخرى وبالأخص المسلمون من السائرين على خطى القرآن المجيد ، وبشكل عام فإنّ هناك نظريتين مختلفتين لدى مجموعة من الفلاسفة القدماء والمتأخرين لتفسير ظاهرة الوحي ، ولكن الفريقين لم يصلا إلى حقيقة الوحي حسب ما ورد في القرآن الكريم ، والنظريتان هما :
١ ـ يعتقد عدد من الفلاسفة المتقدمين أن منشأ الوحي هو «العقل الفعّال» ، والعقل الفعّال وجود روحي مستقل عن وجودنا ، وهو قرينة ، ومصدر لجميع علوم البشر ومعارفه ، كما يعتقدون بأنّ الأنبياء كانت لهم علاقة وثيقة مع هذا العقل الفعّال ، وكانوا يستلهمون منه ، وما حقيقة الوحي إلّاهذه العلاقة.
وفي الحقيقة ، لا دليل لهؤلاء لاثبات مدعاهم القائل بأنّ الوحي هو عبارة عن الإرتباط والعلاقة مع العقل الفعّال ، إضافة إلى هذا ، فإنّه لا دليل على وجود ما يزعمون وجوده أي