معذرة إليكم ، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ... ».
وكان الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام إلى جانبه ، فأخذ بيده وقال لعوّاده :
« هذا عليّ مع القرآن ، والقرآن مع عليّ ، لا يفترقان حتّى يردا عليّ الحوض » (١).
وقد وضع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أهمّ المخطّطات التي تضمن لامّته النجاح وتقيها من الأزمات ، وهي :
أوّلا : التمسّك بكتاب الله والعمل بما فيه ، فإنّه يهدي للتي هي أقوم.
ثانيا : التمسّك بالعترة الطاهرة وعلى رأسها سيّدها الإمام أمير المؤمنين ، فإنّها لا تألوا جهدا في إسعادها وبلوغ أهدافها.
ولمّا علم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّ لقاءه بربّه قريب ، دعا الفضل بن عباس ، فأمره أن يأخذ بيده ويجلسه على المنبر ، كما أمره أن ينادي بالناس الصلاة جامعة ، فنادى الفضل بذلك ، فاجتمع الناس ، فخطب فيهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قائلا :
« أيّها النّاس ، إنّه قد دنا منّي خلوف من بين أظهركم ، ولن تروني في هذا المقام فيكم ، وقد كنت أرى أنّ غيره غير مغن عنّي حتّى أقوّمه فيكم ، ألا فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد ، ومن كنت أخذت منه مالا فهذا مالي فليأخذ منه ، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد ... ولا يقولنّ قائل : أخاف الشّحناء من قبل رسول الله ، ألا وإنّ الشّحناء ليست من شأني ولا من خلقي ، وإنّ أحبّكم إليّ من أخذ
__________________
(١) الصواعق المحرقة ٢ : ٣٦١.