وراحوا يسألونه عن
هذه الحالة الغريبة فأجابهم :
«
إنّ نفسي قد نعيت إليّ ... » .
وهام المسلمون في
تيارات من الهواجس ، فقد كان نعي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لنفسه كالصاعقة عليهم ، فلا يدرون ما سيجري عليهم إن خلت
الدنيا من محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
حجّة الوداع :
ولما أيقن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بقرب انتقاله إلى
دار القدس رأى لزاما عليه أن يحجّ البيت الحرام ، ويضع الخطوط السليمة لنجاة امّته
من الفتن ، وتطوير حياتها وسيادتها على بقيّة الامم ، وإنّ أضمن مكان لذلك هو
البيت الحرام ، فحجّ لهذا الغرض حجّته الأخيرة الشهيرة بحجّة الوداع ، وذلك في
السنة العاشرة من الهجرة. وأعلن بين الوافدين للحجّ أنّ التقاءه بهم في عامهم هذا
هو آخر عهدهم به قائلا :
«
إنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ... ».
وفزع الحجّاج
وذهلوا ، فقد طاقت بهم موجات من الهموم ، وراحوا يقولون :
النبيّ ينعي نفسه
، ومضى النبيّ يضع المناهج السليمة التي تضمن
سعادتهم في الدارين قائلا :
«
أيّها النّاس! إنّي تركت فيكم الثّقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ... ».
التمسّك بكتاب
الله والعمل بما فيه ، والولاء للعترة الطاهرة والأخذ بما أثر عنهم هما الضمان
لنجاة هذه الامّة وسلامتها من الزيغ والانحراف.
__________________