بل يحتاج وجود الوصف ايضا الى جعل آخر و (١) امّا ما كان من قبيل الثانى والثالث فما هو قابل لتعلق الجعل هو الموصوف واما لازمه فتحقق قهرا بنفس وجود ملزومه واقتضائه بلا احتياج الى جعل آخر وراء جعل ملزومه بل (٢) بعد جعل الملزوم بالارادة الازلية يتوجد اللازم بنفس اقتضاء الملزوم تبعا له بلا استناده الى ارادة ازليّة اخرى متعلق بذلك اللازم بل هذا الوجود من لوازم وجود آخر ماهيّة او وجودا بلا تعلل وجوده الا بوجود ملزومه المنهى (٣) الى ارادة ازليّة بلا انتهائه اليها زائدا عما عليه ملزومه. وحيث كان الامر كك (٤) فنقول (٥) ان مثل القدرة والعلم بالمصلحة وغيرها من الصفات القابلة للانفكاك عن الانسان ربما يحتاج فى تحققها الى اعمال ارادته تعالى ولو بايجاد اسبابها ولا يكفى فى
______________________________________________________
الاوّل وايجاده لا يستلزم جعل عارضه بل يحتاج العارض الى ايجاد مستقل لانه ليس من عوارض الماهية ولا الوجود.
(١) واما القسمان الآخران فما هو قابل لتعلق الجعل والايجاد به هو المعروض وهو المجعول بالذات ويتحقق لازمه يجعل نفس ملزومه ولا حاجة الى جعل مستقل.
(٢) ففى هذين القسمين اذا تحقق الارادة الازلية المتعلقة بالمعروض لا تحتاج الى ارادة ازلية اخرى بالعارض وتكفى تلك فى تحققه بخلاف القسم الاول فتحتاج الى ارادة اخرى تتعلق بالعارض لاجل تحققه.
(٣) ولعل الصحيح ـ المنتهى.
(٤) اذا عرفت هذه المقدمة فنقول.
(٥) ان اوصاف الانسان على قسمين القسم الاول انه يكون من عوارض وجوده وليس بلازم لوجوده او ماهيته كالعلم والضحك ونحوهما فهذا النحو كما تقدم من العوارض يحتاج الى جعل مستقل يتعلق به ولا يغنى جعل معروضه عن جعله مثلا علم الانسان بكون العمل الكذائى ذا مصلحة يحتاج الى تعلق ارادة ازلية توجده فى نفس الانسان ولا تكفى الارادة الازلية المتعلقة بوجود الانسان عن تعلق ارادة اخرى به.