والمنعة. قال : خلوا سبيلها فإنها مأمورة ، فخلوا سبيلها ، فانطلقت ، حتى إذا مرت بدار بنى عدى بن النجار ـ وهم أخواله دنيا ـ اعترضه رجال من بنى عدى بن النجار ، فقالوا : يا رسول الله ، هلم إلى أخوالك ، إلى العدد والعدة والمنعة. قال : خلوا سبيلها ، فإنها مأمورة ، فخلوا سبيلها ، فانطلقت ، حتى إذا أنت دار بنى مالك بن النجار ، بركت على باب مسجده صلىاللهعليهوسلم ، وهو يومئذ مريد لغلامين يتيمين من بنى النجار ، فلما بركت ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم عليها لم ينزل ، وثبت فسارت غير بعيد ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم واضع لها زمامها لا يثنيها به ، ثم التفتت إلى خلفها ، فرجعت إلى مبركها أول مرة ، فبركت فيه ، فنزل عنها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله فوضعه فى بيته : ونزل عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وسأل عن المريد لمن هو؟ فقال له معاذ بن عفراء : هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابني عمرو ، وهما يتيمان لى ، وسأرضيهما منه ، فاتخذه مسجدا.
فأمر به رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يبنى مسجدا ، ونزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم على أبى أيوب حتى بنى مسجده ومساكنه ، فعمل فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليرغب المسلمين فى العمل فيه ، فعمل فيه المهاجرون والأنصار ، ودأبوا فيه.
فأقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى بيت أبى أيوب حتى بنى له مسجده ومساكنه.
وتلاحق المهاجرون إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلم يبق بمكة منهم أحد إلا مفتون أو محبوس ، ولم يوعب أهل هجرة من مكة بأهليهم وأموالهم إلى الله تبارك وتعالى ، وإلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلا أهل دور