ليحزن الذين آمنوا. ووعد الله قاطع في ان الشيطان لن يبلغ بهذه الوسيلة نيله.
(وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) فهو الحارس الحامي. وهو القوي العزيز. وهو العليم الخبير. وهو الشاهد الحاضر الذي لا يغيب. ولا يكون في الكون الا ما يريد. وقد وعد بحراسة المؤمنين.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٣) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٥))
البيان : فالآية تحض على الافساح للقادم ليجلس. كما تحض على اطاعة الامر اذا قيل لجالس ان يرفع فيرفع. وهذا الامر يجىء من القائد المسؤول عن تنظيم الجماعة لا من القادم.
والغرض هو ايجاد الفسحة في النفس قبل ايجاد الفسحة في المكان ومتى رحب القلب اتسع وتسامح واستقبل الجالس اخوانه بالحب والسماحة.
وعلى طريقة القرآن في استجاشة الشعور عند كل تكليف. وقد كانت المناسبة مناسبة القرب من الرسول ص وآله من المنافقين لمنع الاخيار كسليمان وأبي ذر رضوان الله عليهما.
ان الايمان الذي يدفع الى فسحة الصدر وطاعة الامر. والعلم الذي يهذب القلب. فيتسع ويطيع. يؤديان الى الرفعة عند الله درجات. وفي