والطير والهوام. وسخر له ما في الارض من الطول والعرض. (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ).
وتبدو هذه المجادلة مستغربة مستنكرة. ويبدو هذا الفريق من الناس الذي يجادل في حقيقة الله عزوجل. وعلاقة الخلق بهذه الحقيقة يبدو منحرف الفطرة. انه لا يرتكز في هذا الجدال الى علم. ولا يهتدي بهدى. ولا يستند الى كتاب ينير له القضية ويقدم له الدليل.
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٢١) وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (٢٢) وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٣) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (٢٤) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٢٥))
البيان : فهذا هو سندهم الوحيد. وهذا هو دليلهم العجيب. التقليد الجامد المتحجر الذي لا يقوم على علم ولا يعتمد على تفكير. التقليد الذي يريد الاسلام ان يحررهم منه. وان يطلق عقولهم للحياة طليق التدبر. ويشيع فيها اليقظة والحركة والنور. فيأبوا هم الانطلاق من اسر الماضي المنحرف.
ان الاسلام حرية في الضمير. وحركة في الشعور. وتطلع الى النور. ومنهج جديد للحياة ومع ذلك يجادلون في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير (أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ). فهذا الموقف انما هو دعوة من الشيطان الرجيم لهم لينتهي بهم الى عذاب السعير فهل هم مصرون عليه ولو قادهم الى ذلك المصير. لمسة موقظة ومؤثر مخيف بعد ذلك الدليل الكوني العظيم. (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ ـ وَهُوَ مُحْسِنٌ ـ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى. وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ). انه الاستسلام المطلق لله. مع احسان العمل ـ الاستسلام