مَعَ الْخالِفِينَ (٨٣) وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ (٨٤) وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (٨٥))
البيان : هؤلاء هم الذين ادركتهم سفالة الارض وثقلة الحرص على الراحة والشح بالنفقة وقعد بهم ضعف الهمة وهزال النخوة. وخواء القلب من الايمان هؤلاء هم المخلفون الذين ينفرون من الجهد والجهاد ويؤثرون الراحة الرخيصة. على الجهاد الرابح الذي يعلي صاحبه الى اعلا درجات الكمال الانساني والنص يرد على هؤلاء بالتهكم المنطوي على الحقيقة.
(قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ) (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) هؤلاء الذين آثروا الراحة على الجهد وتخلفوا عن الركب في اول مرة. فأصبحوا لا يصلحون للكفاح (فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ) ان الدعوة في حاجة الى طبائع صلبة مستقيمة ثابتة مصممة تصمد في الكفاح الطويل الشاق.
(وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ (٨٦) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (٨٧) لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨٨) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٨٩))
البيان : انهما طبيعتان .. طبيعة النفاق ومعها الضعف والخذلان وطبيعة الايمان ومعها القوة والابتلاء وانهما خطتان .. خطة الالتواء. ومعها التخلف والرضى بالدون. وخطة الاستقامة ومعها البذل والكرامة.
ان للذل ضريبة. كما ان للكرامة ضريبة. وان ضريبة الذل لأفدح في كثير من الأحايين من فقدان الحياة (لكن الرسول والذين معه) هم طراز آخر غير ذلك الطراز .. فقد نهضوا بتكاليف العقيدة. وادوا