لا يعلم بمكرهم وأعجب العجب أن يقول بعضهم لبعض (أَفَلا تَعْقِلُونَ) فيا لها من سخرية وسخافة هائلة.
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (٧٨) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩))
يعني ومن هؤلاء اليهود (أُمِّيُّونَ) غير عالمين بمعاني الكتاب يعلمونه حفظا بدون فهم فهم كهيئة البهائم مقلدين لعلمائهم لا غير ، ويتمنون على الله الرحمة ودخول الجنة. مع انه لا يجوز في أصول الدين اتباع العوام للعلماء فتركهم تحقيق صحة الاسلام خطأ من العوام فلا بد لكل مكلف من التحقيق ليتبين له الخطأ من الصواب والحق من الباطل والا كان محجوجا.
حديث الامام الصادق (ع) في الموضوع
قال رجل للصادق (ع) فاذا كان هؤلاء العوام من اليهود لا يعرفون الكتاب الا بما يسمعونه من علمائهم لم يجز ، فكيف ذمهم بتقليدهم ، وهل عوامنا الا مثل عوام اليهود.
فقال (ع) : بين عوامنا وعوام اليهود فرق من جهة ومساواة من جهة اخرى. اما من حيث ما يستوون فان الله تعالى قد ذم عوامنا ـ أيضا ـ بتقليدهم علمائهم كما ذم عوامهم واما من حيث افترقوا فلا. فقال الرجل بين لي ذلك.
فقال (ع) : ان عوام اليهود كانوا قد عرفوا علمائهم بالكذب الصراح وأكلهم للحرام والرشا. وعرفوهم بتغيير الاحكام عن واجبها بالشفاعات والمصانعات ، وعرفوهم بالتعصب والانحراف وقد أيقنوا بمعارف قلوبهم ان من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ، ولا على الوساطة بين الخلق وبين الله ، فلذلك ذمهم لما قلدوا من