والاقتصادي وامره
بالاخلاق الفاضلة ونهيه عن الصفات الرذيلة؟ او هل ينظر الى ما قص علينا من قصص
الغابرين تذكرة وموعظة لنا في سيرتنا وسريرتنا لنأخذ منهم ما مكنهم من الارتقاء
الى المدارج العالية وتنجنب ما ورطهم في المهالك؟ فالقرآن هو الكافل لجوامع الكمال
والشامل لموازين الاعتدال والجامع لقوانين العدل والاحسان والمعيار التام للاخلاق
الفاضلة والمقياس العام للخصال النازلة وهو الهادي للبشر الى الصراط الاقوم
والمرشد لهم الى الشرع الاتم وهو المشرع للاحكام والجاعل لهم رسوم العبادة وطرق
السير الى الله سبحانه.
وهو الداعي الى
السعادتين والمصباح للنشأتين ، المبين للحكم والحقائق والموضح للرموز والدقائق
ينبوع العلوم والفنون والصنايع ، وعيبة النواميس والودائع والبدايع ، موقظ الخلف
بما جرى على السلف كي يعتبر المعتبر ويتيقظ المستبصر فيعمل صالحا ولا يعيش ظالما.
فهذا الكتاب دائرة
للمعارف الربانية ، وخزينة للجواهر السماوية ، يجب على كل انسان فطن نابه ان يتدبر
في آيات القرآن لاستكشاف كنوزه واستخراج جواهره مستضيئا بانوار ائمة الهدى ومصابيح
الدجى واعلام الورى.
ويدل على ان
القرآن هاد ويجب التدبر فيه الكتاب والسنة.
اما الكتاب ، فيدل
على كونه هاديا الى قول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة : (ذلِكَ الْكِتابُ لا
رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ).
وفيها ايضا : (شَهْرُ رَمَضانَ
الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى
وَالْفُرْقانِ) وفي سورة الاسراء : (إِنَّ هذَا
الْقُرْآنَ
__________________