وبهذه النظرية التأملية والوجدان المنطقي الى القرآن نكتشف ان القرآن يصل الانسان بالله ويصل الله بالانسان ، ويفلسف التاريخ حسب هذه النظرة .. ويخلص الانسان من مذاهب التجرد والرهينة والعزوف السلبي عن الحياة ، ويربطه بالمجتمع والحركات الاجتماعية والقوانين الاجتماعية ، ويلفت نظره الى مظاهر الطبيعة وأسرار الكون الدقيقة ، ويقسم بكائنات الطبيعة ليفتح عينيه على ما وراء الطبيعة ويستدل بحركة المادة على محركها الله .. والشمس .. والنهار .. والعصر ..
وهكذا يجب أن يتحرك كل واحد منا ـ لا طبقة مخصوصة منا فقط ـ من أجل تحديد نظراتنا وتوسيع افكارنا ووعينا حسب هذا المنهج العلمي والاسلوب التأملي ، حتى يتمكن جيلنا من أن يصنع نفسه وعقله وروحه من جديد ويتحرك من تلك القوالب الجامدة والتركة الثقيلة والماضي الموروث ومن أغلاله القاسية ، ويتسلح بالنظرة العلمية والمنطق الديني الصحيح ليرد به هجمات الافكار الغازية ويقاوم العقائد المنحرفة يكون له القدرة والايمان والاختيار السليم.
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها)
(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)
القرآن وكتاب الطبيعة :
ان احسن اسم لهذا الكتاب هو القرآن (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ).
ونرى القرآن يقسم ب «القلم» وما يسيطرون بالفكر وأدوات التعبير عن الافكار ، ويكون اسمه القرآن ، وأكثر من نصف سورة تبحث عن مسائل الفكر والعقيدة والنظر والمعرفة.
ويدعو الناس الى قراءة كتاب الكون ، والتأمل في آياته ...
وهذا ما فعله بيكن حينما شاهدوه خارجا من «المسلخ» وبيده سكين ملطخ بدماء العجل ، فسألوه ماذا كنت تصنع؟ فقال : كنت أطالع.
ماذا في التاريخ ج ١٩ ـ ٢