الحسن في فعل المؤمن ، بمعنى : عدم الجرح في فعله ، لا ترتيب جميع آثار ذلك الفعل الحسن.
ألا ترى أنّه لو دار الأمر بين كون الكلام المسموع من مؤمن بعيد سلاما أو تحيّة أو شتما ، لم يلزم من الحمل على الحسن وجوب ردّ السلام.
ومما يؤيّد ما ذكرنا جمع الإمام عليهالسلام ، في رواية محمد بن الفضل بين تكذيب خمسين
______________________________________________________
الحسن في فعل المؤمن ، بمعنى : عدم الجرح) اي : عدم الطعن (في فعله ، لا ترتيب جميع آثار ذلك الفعل الحسن) عليه ، اذ ليس كل شيء حسن صحيح أيضا.
(ألا ترى أنّه لو دار الأمر بين كون الكلام المسموع من مؤمن بعيد سلاما) حتى يجب جوابه (أو تحيّة) وثناء حتى يستحب جوابه (أو شتما) وسبّا حتى يكون لا جواب له (لم يلزم من الحمل على الحسن وجوب ردّ السلام) وكذلك لا يستحب ايضا لعدم ثبوت الموضوع فيه ، لكن لا يخفى : ان المنصرف من الحسن عرفا هو الصحيح شرعا ، فاذا شك في كونه سلّم أو شتم ، لزم حمله على السلام ، فيلزم جوابه ، فهو كما اذا لم يعلم المشتري بأن هذا البائع ، هل يبيع عليه بضاعة مغصوبة كان قد سرقها ، أو بضاعته التي امتلكها ملكا صحيحا؟ فانه يلزم عليه اعطاؤه الثمن ـ لا انه يكون من مجهول المالك ـ وذلك لان معنى الصحة : ترتيب الآثار عرفا.
(ومما يؤيّد ما ذكرنا) من ان مراد الروايات المتقدّمة ـ بنظر المصنّف ـ هو حمل فعل الاخ وقوله على الحسن صورة ، لا الحسن الواقعي حتى يرتّب عليه آثاره (جمع الإمام عليهالسلام في رواية محمد بن الفضل بين تكذيب خمسين