واستدلّ في الذكرى ، في خاتمة قضاء الفوائت ، على شرعيّة قضاء الصلوات لمجرّد احتمال خلل فيها موهوم بقوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ، و (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) ، وقوله : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ).
والتحقيق :
______________________________________________________
والتعبديات (و) لذا (استدل) الشهيد الأوّل (في الذكرى في خاتمة قضاء الفوائت على شرعيّة قضاء الصلوات) احتياطا (لمجرد احتمال خلل فيها موهوم) ذلك الخلل ، فاستدل له (بقوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (١) و (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) (٢) وقوله : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ)(أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) (٣) الى غير ذلك من الآيات الدالّة على الاحتياط والاتقاء ، بتقريب انّها تدل على أن اتيان العمل خوفا منه تعالى خير مطلوب.
ومن المعلوم : انّ الذي يقضي الصلاة المحتملة الخلل انّما يقضيها من باب الاتقاء والخوف من انّ تكون صلواته السابقة غير مقبولة ، عند الله تعالى.
(والتحقيق) انّ هذا الجواب بنفسه لا يكفي الّا اذا ضممنا اليه بعض الأجوبة السابقة ، وحينئذ نكون في غنى من هذا الجواب ، لأنّ بعض الأجوبة السابقة كاف في الاستدلال.
وانّما نقول : انّ كلام الشهيد وحده لا يكفي ، لأنّه مستلزم للدّور ، فانّ موضوع الاتقاء يلزم أن يثبت من الخارج ، اذ الحكم لا يثبت موضوعه ، فاذا أريد تحقيق
__________________
(١) ـ سورة التغابن : الآية ١٦.
(٢) ـ سورة آل عمران : الآية ١٠٢.
(٣) ـ سورة المؤمنون : الآيات ٦٠ ـ ٦١.