ولولاه لم يثبت وجوب النّظر في المعجزة
______________________________________________________
شكره ، احتمل قطع النّعم في الدّنيا أو في الآخرة ، وقطع النّعم ضرر عظيم ، ودفع الضّرر المحتمل واجب بحكم العقل.
فاللّازم : المعرفة حتى يؤدي شكره ، فإذا شكر لم تنقطع النّعمة انقطاعا قطعا ، أو انقطاعا احتمالا.
لا يقال : إنّا نرى المنكرين لله تعالى لا تنقطع عنهم نعمهم.
لأنّه يقال : ولهذا ذكرنا : احتمال قطع النّعم في الدّنيا أو في الآخرة.
لا يقال : المنكر للآخرة لا مجال لمثل هذا الاستدلال بالنّسبة إليه.
لانّه يقال : مجرد احتماله للآخرة واحتماله قطع النّعم فيها بسبب عدم شكره كاف لوجوب شكره ، ولا شكّ إنّ المنكرين للآخرة ـ إلّا ما شذّ منهم ـ يحتملون صدق الآخرة ، ولذا قال الإمام عليهالسلام في شعره منسوب إليه :
قال المنجّم والطّبيب كلاهما |
|
لن يحشر الأموات قلت إليكما |
إن كان قولكما فلست بخاسر |
|
أو كان قولي بالخسارة عليكما. |
(ولولاه) أي : لو لا وجوب دفع الضّرر المحتمل (لم يثبت وجوب النّظر في المعجزة) فإنّ الّذين يعاصرون رسالة الأنبياء ، إمّا يظنون صدق الأنبياء في دعواهم ، أو يحتملون فيهم ذلك ، فترك النّظر في معاجزهم يستلزم الضرر على سبيل الظّنّ على الأوّل ، وعلى سبيل الاحتمال المظنون ودفع الضّرر المحتمل ، لزم إفحام الأنبياء ، فإنّ سلاح الأنبياء هو التخويف بالعقاب ، أمّا الثّواب ، فنادرا ما يحرّك الانسان ، بدليل إنّ الغالب من المتدينين لا يصلّون صلاة الليل ،