وحكى السّيد المحدّث الجزائري عمّن يثق به انّه قد زار السّيد صاحب المدارك المشهد الغروي فزاره العلماء وزارهم ، الّا المولى عبد الله التستري ، فقيل للسيّد في ذلك ، فاعتذر بانّه لا يرى العمل باخبار الآحاد ، فهو مبدع ، ونقل في ذلك رواية مضمونها : إنّ من زار مبدعا فقد خرب الدّين.
______________________________________________________
الفرق بينهما أمر آخر.
(وحكى السّيد المحدّث الجزائري عمّن يثق به : انّه قد زار السّيد صاحب المدارك المشهد الغروي) أي : مرقد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام.
ويقال للنّجف الاشرف ، الغري باعتبار العمودين ، على ما في كتاب لطف التدبير للخطيب الاسكافي ، قال : كنت مع بعض الملوك ، فقال لرجل من جلسائه : يا أبا المثنى ، أي شيء الغري في كلام العرب؟.
قلت : الغريّ : الحسن ، تقول العرب : هذا رجل غريّ ، أي : حسن.
وانّما سمّي الغريين ، لما ذكره في الهامش : انّه كان المنذر الثالث أحد ملوك الحيرة أقام بناءين حسنين ، وجعل في كلّ سنة يومين ، يوم نعيم ، ويوم بؤس ، وكان أول من يطلع عليه في يوم النعيم يعطيه مائة من الابل ، وأول من يطلع عليه في يوم البؤس ، يأمر بقتله ويطلي بدمه الغريّين ، والغريّان بناءان بناهما هذا الملك وجعل عليهما حرسا ، إلى آخر القصة.
(فزاره) أي : السّيد صاحب المدارك (العلماء وزارهم ، الّا المولى عبد الله التستري) فانّ السّيد لم يرد عليه الزيارة (فقيل للسيّد في ذلك؟) أي سئل عن سبب عدم رده على التستري زيارته؟ (فاعتذر) السيّد (بأنّه) أي : التستري (لا يرى العمل بأخبار الآحاد ، فهو مبدع ، ونقل في ذلك رواية مضمونها : إنّ من زار مبدعا فقد خرب الدّين) وهدمه.