ردّها بفسق الرّاوي ، وإمّا على ما ذكره الشيخ ، من كونهم جماعة معلومي النسب لا يقدح مخالفتهم بالاجماع.
ويمكن الجمع بينهما بوجه أحسن : وهو أنّ مراد السيّد قدسسره ، من العلم الذي إدّعاه في صدق الأخبار هو مجرّد الاطمينان ، فانّ المحكيّ عنه قدسسره ، في تعريف العلم انّه ما اقتضى سكون النفس.
______________________________________________________
التصريح بعدم حجّيتها و (ردّها بفسق الرّاوي) حيث إنهم لم يستطيعوا أن يقولوا : انّا لا نقبل هذا الخبر لأنّ راويه فاسق ، فتوصلوا الى مقصدهم عن هذا الطريق وبهذه الصورة.
الثاني : (وإمّا على ما ذكره الشيخ : من كونهم) أي : كون المانعين عن العمل بخبر الواحد (جماعة معلومي النسب ، لا يقدح مخالفتهم بالاجماع) كما ألمعنا الى ذلك سابقا ، وهو على قول من يرى حجّية الاجماع الدخولي.
(ويمكن الجمع بينهما) أي : بين إجماعي السيّد والشيخ (بوجه) ثالث (أحسن) من الوجهين السابقين ـ وقد عرفت وجه الأحسنية في كلامنا ـ (وهو :
أنّ مراد السيّد قدسسره من العلم الذي إدّعاه) شرطا (في صدق الأخبار) حيث قال : انّ أكثر أخبارنا المرويّة في كتبنا ، معلومة مقطوع على صحتها (: هو مجرّد الاطمئنان) والوثوق ، لا العلم الذي هو أرفع درجات الاطمئنان والوثوق.
(فانّ المحكيّ عنه قدسسره) أي : عن السيّد (في تعريف العلم : انه) أي العلم (ما اقتضى سكون النفس) فيشمل الاطمئنان والوثوق ، لأنّ الانسان إذا سكن إلى شيء ، كان معناه : إنه اطمأنّ إليه ووثق به ، أما العلم ، فهو الدرجة الرفيعة من سكون النفس.