والحاصل انّ معنى الاجماع على العمل بها عدم ردّها من جهة كونها أخبار آحاد ، لا الاجماع على العمل بكلّ خبر خبر منها.
ثمّ إنّ ما ذكره ـ من تمكّن أصحاب الائمة عليهمالسلام ، من أخذ الأصول والفروع بطريق اليقين ـ دعوى ممنوعة واضحة المنع ، وأقل ما يشهد عليها
______________________________________________________
(والحاصل) من التنظّر الثاني على كلام السيّد الصدر ، هو : (انّ معنى الاجماع على العمل بها) الذي يراه الشيخ (: عدم ردّها من جهة كونها أخبار آحاد ، لا الاجماع على العمل بكلّ خبر خبر منها) وهذا المعنى واضح في ان السيد والشيخ غير متوافقين على العمل بالاخبار الآحاد.
الثالث : ممّا تنظّره المصنّف على السيد الصدر ، هو ما اشار إليه بقوله : (ثمّ انّ ما ذكره) السيّد الصدر (من تمكّن اصحاب الائمة عليهمالسلام ، من أخذ الاصول والفروع بطريق اليقين) من الائمة عليهمالسلام ، ممّا نتيجته : انهم ما كانوا يعملون بالخبر ، ما لم يحصل لهم علم بصحته (دعوى ممنوعة ، واضحة المنع).
وذلك لأنهم عليهمالسلام كثيرا ما كانوا يقولون أحكاما مختلفة ظاهرها متضاد حقنا لدماء الشيعة ، والشيعة كانوا يعرفون ذلك ويعملون بهذه الاخبار الملقاة إليهم ، من دون أن يعلمون : انّ أيا من الأخبار يطابق الواقع ، وأنّ أيا منها يطابق التقية ، أو ما أشبه ذلك.
هذا ، بالاضافة الى انّ اصحاب الائمة عليهمالسلام كانوا في البلاد المتباعدة ، والمناطق النائية ، بحيث كان لا يتمكن كل واحد منهم من الوصول الى الائمة عليهمالسلام في جميع الأحكام التي يحتاج إليها من أوّل الطهارة الى آخر الديات.
(وأقلّ ما يشهد عليها) أي : على ممنوعية هذه الدعوى التي ذكرها السيد