بل العامّة ، الذين
هم الأصل له وهو الأصل لهم ، هو اتفاق جميع العلماء في عصر ،
______________________________________________________
بل العامة ، الذين هم
الأصل له) حيث انه من
المشهور : انّ حديث : «لا تجتمع امّتي على خطأ» أصله منهم ، لكن حيث ان هذا الخبر موجود في بعض رواياتنا ،
فلا وجه لجعل الاجماع من اختراعات العامة ـ كما ذكره بعض الشراح والمحشّين ـ.
(وهو) أي الاجماع (الاصل
لهم) ـ لأنّه : كما
قالوا ـ مبنى مذهب العامة ، اذ عمدة ادلّتهم على خلافة عمر وابي بكر ، عندهم اجماع
الامة على ذلك.
أقول : وهذه أيضا
محل تأمّل ، فانهم بنوا مذهبهم على ما زعموا عليه جملة من الأدلة : منها ما يروونه
عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، انّه قال : «أصحابي كالنجوم ، بأيّهم اقتديتم اهتديتم» ، ومنها : قوله سبحانه : (وَالسَّابِقُونَ
الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ ...) ، وغير ذلك.
ولا يخفى ما فيها
مما محلّ تفصيله الكتب العقائديّة.
وعلى كل حال :
فالاجماع في مصطلح الخاصة والعامة(هو : اتفاق جميع
العلماء في عصر) واحد ، وان
اختلفوا في عصور متعددة ، كما اذا كان في عصر المحقق الحلّي ـ مثلا ـ قد افتى
العلماء بفتوى واحدة ، تحقق الاجماع ، وان كان شيخ الطائفة ، أو من بعده.
كالشهيدين ، ونحوهم ، مخالفين في تلك الفتوى.
__________________