واسعة ، وقيل : سبلا في الصحاري ، وفجاجا في الجبال. وقد ذكر سبحانه جميع هذه النّعم على العباد ليتعظوا ويفكّروا ويوحدوه ويخلعوا الشّرك ويؤمنوا بكونه واحدا أحدا مدبّرا حكيما خالقا رازقا منّانا تجب طاعته وعبادته وشكره على نعمه الجليلة الجميلة.
* * *
(قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَساراً (٢١) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (٢٢) وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (٢٣) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً (٢٤) مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصاراً (٢٥))
٢١ ـ ٢٥ ـ (قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي ...) هذا عود إلى ذكر نوح عليهالسلام الذي شكا عناد قومه فخاطب ربّه سبحانه على سبيل الدعاء قائلا : إلهي إنّ قومي لم يطيعوني فيما أمرتهم به ولا فيما نهيتهم عنه (وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً) أي أنهم عصوني وتابعوا أغنياءهم وغيّرهم ما أعطوا من مال وولد ، وسخروا مني وقالوا لو كان هذا رسولا لأعطاه الله مالا وولدا ولكان ذا ثراء وجاه. والخسار هو الهلاك كما لا يخفى ، فإن المال الذي لا يكتسب من أبواب الحلال ، ولا ينفق في أبواب الحلال ، والولد الذي لا ينشأ على الإيمان والتقوى ، ولا يعمل بأوامر الله وينتهي عن نواهيه ، كلاهما يؤدّيان إلى الهلاك في الدنيا وفي