الروضة : والصّحيح أنهما يقعان على الحيض والطهر لغة ، ثم فيه وجهان لأصحابنا : أحدهما أنه حقيقة في الطّهر مجاز في الحيض. وأصحهما أنه حقيقة فيهما (١). وفي «التدريب» لشيخنا شيخ الإسلام البلقينيّ (٢) ـ رحمهالله ـ نصّ يقتضي الأول ، قال : وهو المعتمد خلافا لما صحّحه في الرّوضة تبعا لأصلها من الاشتراك. قال : وفيه مقالة أخرى لأهل اللغة : أنه حقيقة في الحيض مجاز في الطّهر .. وما يحكى عن الشافعيّ (٣) مع أبي عبيدة ـ إن صحّ ـ يحمل على هذا. قال : وأما في العدّة فتعليق الطلاق على الأقراء لا خلاف في المذهب أنه الطّهر ، انتهى.
٤٣٨ ـ (بُعُولَتُهُنَ) [٢٢٨] بعل المرأة : زوجها (زه) قيل : البعولة جمع بعل كالذّكور والعمومة والخؤولة وفيه نظر. والبعلان كالزوجين. والبعال : المجامعة : والتّبعّل للمرأة : طاعة الزوج وأداء حقه. وأصله السّيّد.
٤٣٩ ـ (تَعْضُلُوهُنَ) [٢٣٢] : تمنعوهن من التّزوّج. يقال : عضل فلان أيّمه ، إذا منعها من التّزوج. وأصله من عضّلت المرأة إذا نشب ولدها في بطنها وعسر خروجه (زه) العضل : المنع والشّدّة ، ومنه الداء العضال للذي أعيا الطبيب.
٤٤٠ ـ (حَوْلَيْنِ) [٢٣٣] : أي سنتين ، مشتقّ من [٢١ / أ] الانتقال ، من قولك : تحوّل عن المكان ، وقيل : من الانقلاب من قولك : حال الشيء عمّا كان*.
٤٤١ ـ (وُسْعَها) [٢٣٣] : طاقتها*.
__________________
(١) روضة الطالبين ٦ / ٣٤١.
(٢) هو سراج الدين عمر بن رسلان بن نصر الكناني البلقيني. ولد سنة ٧٢٤ ه في بلقينة إحدى قرى مصر ، وبها تلقى تعليمه ثم أتمه بالقاهرة وتنقل ما بينها وبين مدن الشام. وتوفي بالقاهرة ٨٠٥ ه. كان فقيها واشتهر بجودة الحفظ. من مصنفاته : شرحان على الترمذي ، والتدريب في الفقه الشافعي (لم يتمه) ، وحواش على الروضة ، ومحاسن الإصلاح (الضوء اللامع ٦ / ٨٥ ـ ٩٠ ، وشذرات الذهب ٧ / ٥١).
(٣) هو محمد بن إدريس بن عثمان بن شافع المطّلبى ، أحد الأئمة الأربعة في الفقه. كان عالما باللغة والحديث وأنساب العرب ، يقرض الشعر. ولد بغزة سنة ١٥٠ ه ، وحمل إلى مكة وهو ابن عامين ، تلمذ على الإمام مالك بالمدينة ، ورحل إلى اليمن ، ثم قضى ردحا من عمره في العراق ، ثم استقر في مصر وبها توفي سنة ٢٠٤ ه تاركا عدة مصنفات. (تاريخ الإسلام ٦ / ١٠٧ ـ ١٢٥. وانظر الأنساب ٣ / ٣٧٨ ، ٣٧٩ وكتاب الشافعي : حياته وعصره وآراؤه وفقهه للشيخ محمد أبو زهرة ، والإمام الشافعي ناصر السنة للأستاذ عبد الحليم الجندي).