بذلك القاصي والداني ، ودانت له المرجعيّة العامة للإمامية ، ولم يكن في هذا المجال فقط ، بل كان أصوليّا محققا من الطراز الأول في هذا الفن ، وسيأتي ذكر هذا مفصلا.
مولده الميمون :
قال في الأعيان : «ولد مترجمنا في سنة ١٢٤٧ ه في قرية من قرى مدينة يزد الإيرانيّة ، وقيل تسمى «كسنو» نسبة إلى ابنة يزدجرد (١) فقد كان هذا اسمها ، وينتهي نسبه الشريف إلى إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى ابن الإمام الحسن السبط عليهالسلام».
سيرة العلمي :
كان والده مزارعا في بلدته ، ولذا فقد اشتغل لبرهة من الزمن مع والده (٢) ، ثمّ توجه لطلب العلم ، وقد كانت مدينة أصفهان حاضرة العلم آنذاك ومهوى أفئدة طلابه ، فهاجر إليها ـ بعد أن أنهى المقدمات وسطوح الفقه والأصول في يزد ـ وحضر عند علمائها كالعلّامتين الآيتين عمّي صاحب الروضات ، كما حضر عند ابن صاحب هداية المسترشدين الشيخ محمد باقر ، كما حضر عند غيرهم من أهل الفضل والعلم ، وقد شهد له هؤلاء ببلوغه مرتبة الفقاهة والاجتهاد .. وحينئذ تعلق قلبه بمرقد فيّاض العلوم أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آله ، فشدّ الرحال إلى النجف الأشرف سنة ١٢٨١ ه ، وهي السنة التي توفي فيها الشيخ المرتضى الأنصاري قدسسره ، ولذا فيخطأ من يعده ممّن حضر دروس الشيخ قدسسره (٣).
__________________
(١) الظاهر أنّه اشتباه من صاحب الأعيان ؛ وذلك لأنّ ابنة يزدجرد اسمها كسنويه.
(٢) إنّ هذا المعنى قد ذكره السيد الأمين في أعيانه ، وذكر أيضا أنّه طلب العلم على الكبر ، ولكنّه ليس قولا معتمدا ، بل القرائن لا تساعد عليه ، وذلك لما نقله السيد الأصبهاني في أحسن الوديعة من أنّه هاجر بعد بلوغه إلى أصبهان فسكن بها مدة من الزمان .. ، ج ١ ص ١٦٥ ، وهذا يعني أنّه هاجر لطلب العلم مبكرا كما لا يخفى!.
(٣) فيكون عمره حين وصوله إلى النجف الأشرف ٣٤ سنة تقريبا ، وهو سن مناسب لمثله من حيث أنّه قد وصلها مجازا بالاجتهاد من أساتذته في أصفهان ، وعليه لا تصح كلمة صاحب ـ الأعيان من أنّه طلب العلم على الكبر ، نعم قد وصل إلى النجف في هذه السن التي قد تورث الاشتباه بأنّه كان بداية طلبه للعلم.