المقام الثاني (١)
الأخبار الدالة على الترجيحات والمرجحات (٢) المنصوصة :
وهي كثيرة قريبة من التواتر بل متواترة في الجملة :
[مقبولة عمر بن حنظلة]
أحدها (٣) : مقبولة عمر بن حنظلة (٤) وهي مشتملة على جلّ الترجيحات والمرجحات المنصوصة ..
منها : صفات الراوي من الأعدليّة والأفقهيّة والأصدقيّة والأورعيّة وظاهرها اجتماعها في الرواية الواحدة ، إلّا أنّه يمكن أن يقال بكفاية كلّ واحدة ؛ لأنّ المعلوم من الخارج حسبما سيأتي أنّ الغرض تعداد المرجحات ، فتكون الواو بمعنى أو خصوصا بملاحظة قوله ـ بعد ذلك ـ : لا يفضل واحد منها على الآخر ، حيث إنّه يستفاد منه أنّ الراوي فهم أنّ الغرض مجرّد زيادة أحد الخبرين على الآخر ويؤيده أنّ الراوي قال إنّهما معا عدلان مرضيّان عند أصحابنا حيث اقتصر على ذكر العدالة فقط ، بعد كون المرضي بمعنى العدل ، ولم يذكر البقيّة.
وبالجملة ؛ ؛ الإنصاف أنّه يستفاد منه (كفاية) (٥) كلّ واحد من الأوصاف المذكورة ومنها : الشهرة بين الأصحاب ؛ والظاهر عدم اعتبار كون الشهرة بين الجميع فيكفي نقل المشهور لها ، فالمراد بالمجمع عليه العرفي دون الحقيقي على ما سيأتي.
ومنها : الموافقة للكتاب والسنّة مع المخالفة للعامّة ، والظاهر اعتبار الاجتماع هنا وإن احتمل في الوافية كون الواو في هذا المقام أيضا بمعنى أو ؛ لأنّه يبعده كما اعترف به ذكر الموافقة للعامة فقط بعد هذه الفقرة ، والمراد من الموافقة للكتاب الموافقة لعموماته وإطلاقاته ، وكذا السنّة ، وبمخالفة العامّة مخالفتهم في الجملة لا
__________________
(١) هذا هو المقام الثاني من المقام الثالث وهو الترجيح.
(٢) في نسخة (د) : وبيان.
(٣) في نسخة الأصل : منها. ولكنّنا كتبنا لفظ العدد لتناسب ما بعدها.
(٤) رواها المشايخ الثلاثة ؛ ففي الكافي : ١ / ٦٧ و ٦٨ ، حديث ١٠ ، التهذيب : ٦ / ٣٠١ و ٣٠٢ حديث ٨٤٥ ، الفقيه : ٣ / ٨ ـ ١١ حديث ٣٢٣٣.
(٥) أثبتناها من نسخة (د).