إلى حين كتابة هذه السطور ، وتعتبر من أفضل المدارس من حيث الحجم والتصميم ، فهي تشتمل في مجموعها على ثمانين غرفة في ضمن طابقين ، بديعة في شكلها (١) ، مكسوّة جدرانها بالحجر القاشي ، شرع في بناءها سنة ١٣٢٥ ه وانتهى منه سنة ١٣٢٧ ه ، عمّرها الوزير الكبير «آستان قلي البخاري» عامر مدرسة الآخوند الوسطى ، كما وقف عليها بعض الموقوفات لمصرف الماء والضياء لما أن فضلت بعض الأموال بعد إكمال بناءها ، وكان تاريخ بناءها ما قاله الشيخ علي المازندراني (٢) مؤرخا :
أسسها بحر العلوم والتّقى |
|
محمد الكاظم من آل طبا |
و (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ) أتى |
|
(تأريخها إلا بحذف ما ابتدا) |
تاريخ بنائها ١٣٢٥ ه (٣).
كما أنّ هناك مدرسة أخرى تسمى مدرسة اليزدي الثانية ؛ وهي في محلّة العمارة متّصلة من الغرب بمدرسة الخليلي الصغرى ومن الجنوب بمدرسة الخليلي الكبرى ، وكانت قبل تحويلها لمدرسة خانقاه ـ أي محل سكنى الزوار ـ بناه السيد للزائرين يوم لم تكن فنادق أو أماكن عامة تسع الوافدين ، ولمّا رأى ابنه السيد أسد الله أنّ هذا الخان بعد ذلك أصبح عاطلا ولا فائدة فيه رجح في نظره أن يشيده مدرسة فعرض الأمر على السيد الحكيم آنذاك فوافقه وساعده ببعض المبالغ لتكميل بنائها ، فهي الآن على أرض مساحتها ٦٠٠ متر مربع وعدد غرفها ٥١ غرفة ، وقد شرع في بنائها سنة ١٣٨٤ ه ، ولها أوقاف تدرّ عليها ، وتسمى باسم مدرسة الوقف أيضا (٤).
__________________
(١) منار الهدى : ص ١٥٢.
(٢) من وجوه تلاميذه ؛ وشريك الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء في العمل بوصيّة السيد قدس سرّه مع أخيه الشيخ أحمد كاشف الغطاء.
(٣) الظاهر أنّ التاريخ يتم بدون كملة «أتى» : فكلمة في ٩٠ ـ وكلمة بيوت ٤١٨ ـ وكلمة أذن ٧٥١ ـ ولفظ الجلالة ٦٦ ؛ فيكون المجموع : ١٣٢٥ ه وقد اشتبه من نقل هذا الشعر وكتب تحته التاريخ ١٣٣١ ه فإنّه لا وجه له وإن أضيفت كلمة أتى ، ثمّ إنّ في بعض هذا الشعر المنقول اختلاف ، فبعضهم نقله بإبدال كلمة «إلا» بكلمة «ولكن» ، ويوجد تاريخ شعري آخر لبنائها ولكن أهملناه لركّته.
(٤) موسوعة النجف الأشرف : ٦ / ٤٢٨ ، ٤٣٨.