الكلام في كل قضية
لطال ، وكانت فتنتهم من المصائب التي أصيب بها أهل الإسلام فإنهم سفكوا كثيراً من
الدماء وانتهبوا كثيراً من الأموال وعم ضررهم وتطاير شررهم فلا حول ولا قوة إلا
بالله وكثير من أحاديث النبي صلىاللهعليهوسلم فيها التصريح بهذه الفتنة كقوله صلىاللهعليهوسلم «يخرج أناس من قبل
المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
سيماهم التحليق» وهذا الحديث جاء بروايات كثيرة بعضها في صحيح البخاري وبعضها في
غيره ولا حاجة لنا إلى الإطالة بنقل تلك الروايات ولا لذكر من خرجها لأنها صحيحة
مشهورة ففي قوله سيماهم التحليق تصريح بهذه الطائفة لأنهم كانوا يأمرون كل من
اتبعهم أن يحلق رأسه ولم يكن هذا الوصف لأحد من طوائف الخوارج والمبتدعة الذين
كانوا قبل زمن هؤلاء ، وكان السيد عبد الرحمن الأهدل مفتي زبيد يقول لا حاجة إلى
التأليف في الرد على الوهابية بل يكفي في الرد عليهم قوله صلىاللهعليهوسلم سيماهم التحليق فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم واتفق
مرة أن مرأة أقامت الحجة على ابن الوهاب لما أكرهوها على اتّباعهم ففعلت ، أمرها
ابن عبد الوهاب أن تحلق رأسها فقالت له حيث أنك تأمر المرأة بحلق رأسها ينبغي لك
أن تأمر الرجل بحلق لحيته لأن شعر رأس المرأة زينتها وشعر لحية الرجل زينته فلم
يحد لها جوابا ومما كان منهم أنهم يمنعون الناس من طلب الشفاعة من النبي صلىاللهعليهوسلم مع أن أحاديث