[٥٤] (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا) أعرضوا عن الطاعة (فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ) كلف بأدائه (وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) من الطاعة (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) إلى الرشد (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) أداء الرسالة أداء واضحا.
[٥٥] (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) أيها المسلمون إيمانا بلا نفاق (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ) يجعلهم خلفاء لمن سبق منهم بتمكينهم (فِي الْأَرْضِ) بدل الكفّار (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من المؤمنين (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ) الإسلام وتمكين الدين أخذه بمجاري الأمور (الَّذِي ارْتَضى) اختار (لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ) من الأعداء (أَمْناً) فهم آمنون (يَعْبُدُونَنِي) أولئك المؤمنون (لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) لا يجعلون شيئا شريكا لي (وَمَنْ كَفَرَ) بهذه الأمور (بَعْدَ ذلِكَ) الوعد الصادق (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) كاملو الفسق ، وقد أوّلت الآية بالإمام المهدي.
[٥٦] (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا) أعطوا (الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) يرحمكم الله.
[٥٧] (لا تَحْسَبَنَ) لا تظننّ (الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ) يعجزوننا فلا نتمكن عليهم (فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ) محلهم (النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي المحل والمرجع.
[٥٨] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) أي مروا عبيدكم أن يطلبوا الأذن (وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ) أي أولادكم غير البالغين (مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ) في ثلاث أوقات إذا أرادوا أن يدخلوا غرفكم الخاصة في هذه الأوقات (مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ) لأنه وقت القيام من المضاجع وتبديل لباس الليل بلباس النهار (وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ) أي تنزعونها للقيلولة (مِنَ الظَّهِيرَةِ) فإن ذلك وقت تبديل الثياب والنوم والخلوة بالأهل (وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ) فإنه وقت تبديل لباس النهار بلباس الليل (ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ) هذه الأوقات ثلاث أوقات خلل ، فإن العورة بمعنى الخلل (لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ) حرج (بَعْدَهُنَ) أي بعد هذه الأوقات (طَوَّافُونَ) يطوفون بالمجيء بلا استئذان (عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ) بيان (طوافون عليكم) (كَذلِكَ) هكذا (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ) الأحكام (وَاللهُ عَلِيمٌ) بما يصلحكم (حَكِيمٌ) في تشريعه الأحكام.