الدنيا بتوسيع الرزق ، وصحة البدن ، والامتاع بما خوّلهم ، وصرف المكاره عنهم. عن الضحّاك وقتادة وابن عبّاس.
ويقال : من مات منهم على كفره قبل استيفاء العوض وضع الله عنه في الآخرة من العذاب بقدره ، فأمّا ثواب الآخرة فلا حظّ لهم فيه.
وقيل : إن المراد بهم : المنافقون الذين كانوا يغزون مع النبي صلىاللهعليهوآله للغنيمة دون نصرة الدين وثواب الآخرة ، جازاهم الله على ذلك بأن جعل لهم نصيبا في الغنيمة. عن الجبائي.
وقيل : إن المراد : أهل الرياء ، وإن من عمل عملا من أعمال الخير يريد به الرياء لم يكن لعمله ثواب في الآخرة. ومثله قوله تعالى (وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) (١)) (٢) انتهى.
أقول : لا مانع من حمل الآية المذكورة على ما يشمل الجميع ، فإن إطلاق الآية شامل لذلك. اللهم إلا أن يكون مراده سبب النزول ، وهو بعيد ؛ فإنه يذكره في عنوان آخر على حدة.
والذي وقفت عليه من الأخبار المتعلّقة بهذه الآية ما رواه في (الكافي) بسنده عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «سأل رجل أبي بعد انصرافه من الموقف ، فقال : أترى يخيّب الله هذا الخلق كلّه؟ فقال أبي : ما وقف أحد إلّا غفر الله له ، مؤمنا كان أو كافرا ، إلّا إنهم في مغفرتهم على ثلاث منازل : مؤمن غفر الله له».
إلى أن قال : «وكافر وقف هذا الموقف يريد زينة الحياة الدنيا ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر (٣) إن تاب من الشرك فيما بقي من عمره ، وإن لم يتب وفّاه أجره ولم
__________________
(١) الشورى : ٢٠.
(٢) مجمع البيان ٥ : ١٩٠.
(٣) وما تأخر ، ليس في المصدر.