غير قاصرة عن الدلالة على المدعى ، واستدل ايضا بقوله تعالى (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً)(١) بتقريب ان الامر القلبي يوجب السؤال والعقوبة ، وفيه : ان الآية الشريفة لا تدل على المدعى بل تدل على أن كل عضو يصدر عنه العصيان يؤخذ به فان صدر العصيان عن العين أو السمع أو القلب يؤخذ وأما تعيين المصداق فلا تعرض له في الآية وبعبارة واضحة : ان المكلف يجب عليه أن يعمل بوظيفته مثلا وظيفة القلب الاعتقاد بالامور الاعتقادية فاذا لم يعتقد يوجب العقوبة والسؤال.
واستدل ايضا بقوله تعالى (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ)(٢) بتقريب ان المستفاد من الآية ان الامر القلبي يوجب المؤاخذة ، وفيه : ان الظاهر من الآية الشريفة ان اليمين بلا قصد امر لغو ولا اثر له وأما اذا كان عن قصد فيترتب عليه الاثر فلا ترتبط بالمقام واستدل ايضا بقوله تعالى (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً)(٣) وقد ظهر مما ذكرنا تقريب الاستدلال بالآية على المدعى والجواب عنه.
وأما من الاخبار فقد استدل على المدعى بجملة من النصوص : ومن تلك النصوص ما رواه السكونى عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) : نيّة المؤمن خير من عمله ، ونيّة الكافر شر من عمله ، وكل عامل يعمل على نيّته. (٤)
__________________
(١) الاسراء / ٣٦.
(٢) البقرة / ٢٢٥.
(٣) الاحزاب / ٥.
(٤) الوسائل الباب ٦ ، من أبواب مقدمة العبادات ، الحديث ٣.