ليس فعلا ، وجميع المعتزلة إلا هشام بن عمرو الفوطي ، يزعمون أن المعدومات أشياء على الحقيقة ، وأنها لم تزل وأنها لا نهاية لها.
قال أبو محمد : وهذه دهرية بلا مطل ، وأشياء لا نهاية لها لم تزل غير مخلوقة. وكان عبد الرحيم بن محمد بن عثمان الخياط من أكابر المعتزلة ببغداد ممن يقول : إن الأجسام المعدومة لم تزل أجساما بلا نهاية لها ، لا في عدد ولا في زمان غير مخلوقة. وقال محمد بن عبد الله الإسكافي أحد رؤساء المعتزلة : إن الله تعالى لم يخلق الطنابير ولا المزامير ولا المعازف.
قال أبو محمد : كان تمام هذا الكفر أن يقول : إن الله لم يخلق الخمر ولا الخنازير ولا مردة الشياطين. وقالت المعتزلة بأسرها حاشا بشر بن المعتمر ، وضرار بن عمرو : إنه لا يحل لأحد تمني الشهادة ولا أن يريدها ولا أن يرضاها لأنها تغلب كافر على مسلم ، وإنما يجب على المسلم أن يحبّ الصبر على ألم الجراح فقط إذا أصابته.
قال أبو محمد : وهذا خلاف دين الإسلام والقرآن والسنن والإجماع المتيقن ، وقالوا كلهم حاشا ضرار ، وبشر : إن الله لم يمت رسولا ولا نبيا ولا صاحبا ، ولا أمهات المؤمنين وهو يدري أنهم لو عاشوا فعلوا خيرا ، لكن أمات كل من أمات منهم إذ علم أنه لو أبقاه طرفة عين لكفر أو فسق ولا بد.
هذا قولهم في أبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم ، وفاطمة بنت النبي صلىاللهعليهوسلم ، وعائشة ، وخديجة ، نعم وفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وموسى وعيسى ، وإبراهيم عليهمالسلام. فاعجبوا لهذه الضّلالات الوحشية. وكان الجعد وهو من شيوخهم يقول : إذا كان الجماع يتولد منه الولد فأنا صانع ولدي ومدبره وفاعله ، ولا فاعل له غيري ، وإنما يقال إن الله خلقه مجازا لا حقيقة ، فأخذ أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي الطرف الثاني من الكفر ، فقال : إن الله تعالى خالق الحبل والولد فكل من فعل شيئا فهو منسوب إليه ، فالله تعالى هو محبل ، وهو أحبل مريم بنت عمران.
قال أبو محمد : يلزمه ولا بد إذا كان أولادنا خلقا لله تعالى أن نضيفهم إليه ، فيقول : هم أبناء الله ، والمسيح ابن الله ، ولا بدّ. وقال أبو عمرو أحمد بن موسى بن حدير صاحب السكة وهو من شيوخ المعتزلة في بعض رسائله التي جرت بينه وبين القاضي منذر بن سعيد رحمهالله : إن الله عاقل وأطلق عليهالسلام. وقال بعض شيوخ المعتزلة : إن العبد إذا عصى الله عزوجل طبع على قلبه فيصير غير مأمور ولا منهيّ.
وأما حماقاتهم فإن أبا هذيل العلاف قال : من سرق خمسة دراهم غير حبة أو