وهو أزرق أحرم قصير وكان ولد زنا قد وضع على فراش سالف ، وقالت له : اختر أيّ شئت على أن تقعر الناقة. وانطلق مصرع وقدار فأغريا سبعة آخرين معهما واتفقوا على عقر الناقة. فأخبر الله سبحانه صالحا بقصتهم ، فذكرها لقومه فأنكروا.
أما قصة هؤلاء التسعة فهي أن الله سبحانه أوحى لصالح أن قومه سيعقرون الناقة ، وأن عاقرها سيولد في هذا الشهر ، وأن هلاك قومه سيكون على يدي ذلك المولود. فأنذر صالح (ع) قومه ، فاتفقوا أن لا يولد لهم غلام في ذلك الشهر إلّا قتلوه. فولد لتسعة منهم في ذلك الشهر فذبحوا أبناءهم ، ثم ولد غلام عاشر فأبى والده أن يقتله فنبت نباتا سريعا وكان يراه الآباء التسعة فيقولون : لو كان أبناؤنا أحياء لكانوا مثل هذا الغلام ، مما أدّى بهم إلى الغضب على صالح لأنه كان سبب قتل أولادهم فحلفوا الأيمان على قتله خفية ، فأعلنوا أنهم خارجين لسفر وقرروا أن يأووا إلى غار ليختبئوا فيه حتى يجيء الليل ويخرج صالح إلى مسجده للصلاة ليثبوا عليه ويقتلوه ويعودوا إلى الغار فيكونوا خارج القرية أثناء قتله ولا يشك بهم أحد ، وحينئذ يقولون للناس : ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون ، لأننا كنا في سفر. وقد كان من عادة صالح (ع) أن يتعبّد ويبيت في المسجد ثم يعظ قومه في النهار. وقد ذهب التسعة إلى الغار ودخلوه بانتظار مجيء صالح (ع) إلى مسجده ، فسقط عليهم الغار فقتلهم جميعا. فانطلق ناس ممّن علموا بذلك فوجدوا الغار مطبقا عليهم ووجدوهم مرضوخين فعادوا يصيحون في القرية : أيها الناس ، أما رضي صالح بأمرهم بقتل أولادهم حتى قتلهم في الغار؟ عندها أجمع أهل القرية على عقر الناقة. ويومها جلس قدار وجماعة يشربون ويسكرون ولم يجدوا ماء يمزجون به شرابهم لأنه كان يوم شرب الناقة للماء فعظم ذلك عليهم فقال قدار : هل لكم في عقر الناقة؟ قالوا : نعم. فانطلق قدار ومصرع وأصحابهما فرصدوا الناقة حين صدرت عن الماء ، وكمن لها قدار في ظلّ صخرة على طريقها ، وكمن لها مصرع في أصل صخرة مقابلة ،