قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ٢ ]

    الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ٢ ]

    544/544
    *

    ١١٩ ـ (قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ..) كلمة : يوم : قرئت تارة بالرفع بناء على أنها خبر لهذا ، وطورا بالنّصب إمّا على أنه ظرف لقال ، وإمّا على أن : هذا مبتدأ ، والظرف خبر .. والمعنى أن هذا الذي ذكرناه من كلام عيسى عليه‌السلام سيقع في يوم ينتفع فيه الصادقون بصدقهم. وهو يوم الحساب وكشف الأستار ونبش الأسرار ، حيث يثاب الصادق ويجازى الكاذب .. والصادقون الذين صدّقوا بأمر الله وبرسله في دار التكليف تكون (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ، خالِدِينَ فِيها أَبَداً) يتنعّمون بفضل الله عليهم بلا انقطاع لمدة ولا زوال لنعمة ، إذ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) لقولهم الحق وعملهم الصالح. ويكفيهم في مدحهم هذا الرضا الرضا منه تعالى (وَرَضُوا عَنْهُ) لأنهم كانوا في الدنيا يحمدونه على السرّاء والضرّاء ، وفي الآخرة أعطاهم أجزل العطاء مما لم يكن ليخطر لهم في بال (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) أي : هذا هو الفلاح والنجاح ويكفي فيه أن البارئ سبحانه قد قال في مدح ما أعطاه للصادقين : وذلك هو الفوز العظيم.

    ١٢٠ ـ (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ ...) وبهذا البلاغ نزّه الله سبحانه نفسه عن قول النصارى ، إذ له ملك السماوات والأرض وما فيهن من موجودات علويّة وسفلية ودنيوية وأخروية ، وقد شملت المسيح عليه‌السلام عبارة : وما فيهنّ كما شملت غيره من الكائنات التي ليس متصرّف إلّا الله عزّ وعلا (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) لا يعجزه شيء. والحمد لله ونسأله العفو عن كل خطأ في فهم آياته وإيضاح بيّناته ..

    تمّت سورة المائدة ،

    وتمّ الجزء الثاني.