الأسرة والأسرة ، ثم تنشر المفاسد في المجتمع كله؟ ...
وقد خصّ سبحانه الخمر والميسر بالذكر ـ عند عرض المفاسد ـ مع أن العناوين المحرّمة أربعة في صدر الآية ، لأنهما أكثر ابتلاءات العامة وهما الأشدّان ، فذكرهما تأكيدا وترهيبا ، لأن الشيطان يبتليكم بهما وبغيرهما (وَيَصُدَّكُمْ) يمنعكم منعا شديدا ويقف في وجهكم ليحولكم (عَنْ ذِكْرِ اللهِ) أي عن تذكره في كل حال لتنصرفوا عن المحرّمات عند ذكره تعالى (وَعَنِ الصَّلاةِ) يحول بينكم وبينها بدافع السّكر أو لانشغالكم بالمقامرة ، أو لاستهتاركم بأوامر الله بعد اتّباعكم لخطى الشيطان (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) أي : هل أنتم تاركون لهذه المفاسد بعد بيان ما فيها من الصوارف عن الطاعات. وهذا الاستفهام إنكاري أبلغ وآكد في المقصود من جملة : فانتهوا ، كما لا يخفى على اللبيب الأديب. وغير خفيّ أيضا أن ذكر الصلاة جاء هنا للإفهام بأنها من أكبر الأذكار وأعظم الأوراد ، وما من عمل صالح يوازيها لأنها عمود الدين.
٩٢ ـ (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ، وَاحْذَرُوا ...) أي امتثلوا أمرهما ، واحذروا : أي خذوا الحذر وخافوا وتجنّبوا عصيانهما ، ولا تخالفوهما فيما يأمران به فإن بلوغ ذروة الصلاح وكمال في الدنيا والآخرة في طاعتهما وطاعة أولي الأمر من قبلهما. ففي ذيل بعض الروايات التي في الكافي عن الصادق عليهالسلام : والله ما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا ، إلّا في ترك ولايتنا وجحود حقّنا. وما خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله من الدنيا حتى ألزم رقاب هذه الأمة حقّنا. فاحذروا (وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) أي : أعرضتم وانصرفتم عن ذلك وتركتموه لا تضرّون إلا أنفسكم (فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) فاعرفوا جيدا أن رسولنا محمد (ص) ليس عليه إلّا الدعوة إلى الدين وتعريف الناس ما يرضي رب العالمين ، وإيضاح المحجة البيضاء التي تجعلهم يسلكون الصراط المستقيم.
٩٣ ـ (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ ....) يعني ليس على المؤمنين الصالحين مؤاخذة أو إثم (فِيما طَعِمُوا) أي : أكلوا وشربوا ، من