والجناس التام : ممّا لا يتفق للبليغ إلا على ندور وقلة : فهو لا يقع موقعه من الحسن حتى يكون المعنى هو الذي استدعاه وساقهُ ، وحتى تكون كلمتهُ ممّا لا يبتغي الكاتب منها بدلاً ، ولا يجد عنها حولا.
والجناس غير التام : وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد أو أكثر من الأربعة السابقة واختلافهما : يكون إمّا :
بزيادة حرف (في الأول) نحو : دوام الحال من المحال. أو (في الوسط) نحو : جدّي جهدي أو (في الآخر) نحو : الهوى مطية الهوان والأول يسمى «مردوفاً» ، والثاني يُسمى «مكتنفاً» والثالث «مطرّفاً».
أو باختلاف حرف في الأول كقوله تعالى : (ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون) وفي الوسط وكقول الشاعر :
فان حلّوا فليس لهم مقرٌّ |
|
وإن رحلُوا فليس لهم مفرُّ |
وفي الآخر وكقوله عليه السلام (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة).
ومن اختلاف أعدادها ، قولك : هذا بناء ناء.
ومن اختلاف ترتيب الحروف ، قوله (في حسامه فتح لأوليائه ، وحتفٌ لأعدائه).
ومن اختلاف الهيئة ، قول الشاعر :
الجَدّ في الجد والحِرمان في الكسل |
|
فانصب تُصب عن قريب غاية الأمل |
(٢) ومنها الجناس المطلق : وهو توافق رُكنيه في الحروف وترتيبها بدون أن يجمعهما اشتقاق ٌ ، كقوله صلى الله عليه وسلم ـ (أسلم) سالمها الله (وغفارٌ) غفر الله لها ، (وعصيّة) عصت الله ورسوله.
فان جمعهما اشتقاق نحو : (لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد)