لأن وجوب انقياد
القلب مع معرفته ظاهر ثابت بدلائل الكتاب والسنة وإجماع الأمة بل ذلك معلوم
بالاضطرار من دين الإسلام ومن نازع من الجهمية فى أن انقياد القلب من الإيمان فهو
كمن نازع من الكرامية فى أن معرفة القلب من الإيمان ، فكان حمل كلام أحمد على هذا
هو المناسب له فى هذا المقام اه.
قول الإمام أحمد فيما نقله عن شبابة فى الإيمان
٥ ـ أخبرنا محمد
بن على قال : حدثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله وقيل له : شبابة أى شيء تقول فيه؟ فقال : شبابة كان يدعو إلى الإرجاء قال :
وقد حكى عن شبابة قول أخبث من هذه الأقاويل ما سمعت عن أحد مثله قال : قال شبابة
إذا قال فقد عمل. قال : الإيمان قول وعمل كما يقولون. فإذا قال فقد عمل بجارحته أى
بلسانه حين تكلم. ثم قال أبو عبد الله : هذا قول خبيث ما سمعت أحدا يقول به ولا بلغنى
اه. ونحو رواية الأثرم هذه نقل أبو الحارث الصائغ عن أحمد.
التعليق :
هذا القول لم أجد
من قال به أو حكاه عن شبابة سوى ما ذكره الإمام أحمد ، أما وجه خبثه فيتمثل بما قد
ينشأ عنه من الإيهام والتدليس على مذهب أهل السنة القائلين بر كنية العمل فى الإيمان.
فقد يتوهم البعض موافقته لمذهبهم مع بعده عنه وهذا ما جعل الإمام أحمد يصفه
بالخبث. والله أعلم.
__________________