قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    المسائل والرسائل المرويّة عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة [ ج ١ ]

    المسائل والرسائل المرويّة عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة

    المسائل والرسائل المرويّة عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة [ ج ١ ]

    الموضوع :العقائد والكلام

    الناشر :دار طيبة للنشر والتوزيع

    الصفحات :412

    تحمیل

    المسائل والرسائل المرويّة عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة [ ج ١ ]

    298/412
    *

    تقدم من الإفهام والإسماع لكلامه القديم. اه.

    ومن هنا لا غرابة أن نجد القاضى يفسر قول أحمد : «لم يزل متكلما إذا شاء» فيقول : معنى قول أحمد : «إذا شاء» أن يسمعنا ويفهمنا ذلك. فيحمل قوله «إذا شاء» على الإسماع والإفهام.

    ويحاول أن يؤكد هذا المعنى عن أحمد عند ما ساق قوله : «إن الله لم يزل متكلما عالما غفورا». إذ يقول : فقد نص على أنه لم يزل غفورا والغفران من صفات الفعل فى خلقه وقد أثبتها ولا مغفور له فدل من مذهبه على قدم هذه الصفات (١) ا ه. وهذا خلاف مراد الإمام أحمد وكلامه هذا لم يرد به أن كلام الله قديم لم يزل. ثم إن كلام أحمد هذا جاء فى معرض رده على من قال بخلق القرآن.

    قال ابن تيمية : قال القاضى : قول أحمد لم يزل غفورا بيان أن جميع الصفات قديمة سواء كانت مشتقة من فعل كالغفران والخلق والرزق ، أو لم تكن مشتقة. وقوله : لم يزل متكلما إذا شاء : معناه إذا شاء أن يسمعه. قلت : وطريقة القاضى هذه هى طريقة أصحابه وأصحابهم وغيرهم كابن عقيل وابن الزاغونى.

    وأما أكثر أهل الحديث من أصحاب أحمد وغيرهم وكثير من أهل الكلام أيضا فيخالفونه فى ذلك ، ويقولون فى الفعل أحد قولين :

    أحدهما : وهو القول الآخر للقاضى ، الّذي هو الصحيح عند أصحابنا إما أن الفعل قديم والمفعول مخلوق ، كما يسلم ذلك لهم فى الإرادة والقول المكون : أى الإرادة قديمة والمراد محدث ، وكما أن المنازع يقول : التكوين قديم فالمكون مخلوق.

    والثانى : أن الفعل نفسه عندهم ـ كالقول كلاهما ـ غير مخلوق مع أنه يكون فى حال دون حال ، إذ هو قائم بالله ، والمخلوق لا يكون إلا منفصلا عن الله ويقولون : إن قول أحمد موافق لما قلناه ، لأنه قال : لم يزل متكلما إذا

    __________________

    (١) إبطال التأويلات (ق : ٢٤٤ / أ).