الثواب على شيء فصنعه كان له وإن لم يكن على ما بلغه» (١).
ومنها : رواية محمّد بن مروان ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «من بلغه ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب اوتيه وإن لم يكن الحديث كما بلغه» (٢).
إلى غير ذلك من الأخبار التي جمعها الشيخ الحرّ العاملي قدسسره تحت عنوان استحباب الإتيان بكلّ عمل مشروع روي له ثواب منهم عليهمالسلام في مقدّمة كتاب وسائل الشيعة.
أقول : قد اختلف الأصحاب فيما يستفاد من هذه الأخبار على أقوال :
الأوّل : ما ذهب إليه المحقّق الخراساني قدسسره (٣) من أنّ المستفاد منها هو استحباب نفس العمل بعنوانه الأوّلي ، لا بالعنوان الثانوي الطارئ عليه ـ أعني عنوان بلوغ الثواب عليه ـ إذ ترتّب الأجر على نفس العمل يكشف عن مطلوبيّة ذات العمل بعنوانه الأوّلي ، فيكون العمل البالغ عليه الثواب مستحبّا شرعيّا بالعنوان الأوّلي كسائر المستحبّات الشرعيّة ، وأمّا عنوان «طلب قول النبيّ صلىاللهعليهوآله» أو «التماس ذلك الثواب» فهو خارج عن متعلّق الطلب الاستحبابي ، وليس إلّا داعيا لإيجاد العمل في الخارج ، ومن المعلوم أنّ الداعي خارج عن متعلّق الطلب ، فالمستحبّ هو العمل بعنوانه الأوّلي.
وإن شئت قلت : إنّ العنوان المذكور جهة تعليليّة للعمل وليس جهة تقييديّة.
__________________
(١) المصدر السابق : ٨٢ ، الحديث ٦.
(٢) المصدر السابق : الحديث ٧.
(٣) كفاية الاصول ٢ : ١٩٧.