لتحريك العضلات
نحو المراد ـ أنّه ليس لها سوى المرتبة الواحدة فهو مخالف لما نحسّه ونراه
بالوجدان ، إلّا أن يلتزم بتحقّق المراتب للشوق المؤكّد من التأكّد الضعيف
والشديد.
وأمّا الكاشف عن
شدّة الإرادة وضعفها فقد يكون ما يتحقّق بعد تحقّقها في النفس من الأعمال والأفعال
، فإنّ بين إرادة نجاة الغريق مغايرة وإرادة إصلاح اللّحية ـ مثلا ـ فرق واضح ؛ إذ
الاولى لا تكون قابلة للزوال بل تجرّ المريد بالشدّة والسرعة نحو المراد ، بخلاف
الثاني ، وقد تكون عوامل دخيلة في تكوين الإرادة ، والمهمّ منها مقدار إدراك
المريد أهمّيّة المراد وعظمته ، فكلّما كان إدراك الأهميّة أقوى تكون إرادة
الإيصال إليه أقوى ، فإنّا نعبد الله تعالى عن إرادة ـ مثلا ـ والأئمّة عليهمالسلام أيضا يعبدون الله تعالى عن إرادة ، ولكن بين إرادتنا
وإرادتهم عليهمالسلام بالنسبة إلى تحقّق العبادة في الخارج فرق واضح ؛ للفرق بين
إدراكنا وإدراكهم عليهمالسلام عن عظمته تعالى وأهمّيّة عبادته تعالى.
ومن هنا نشير
بالمناسبة إلى مسألة العصمة ، فإنّ المعصوم لا يمكن صدور المعصية منه مع أنّه قادر
على فعلها. ومن عوامل العصمة الإدراك الكامل والعلم المحيط بالنسبة إلى قبح المعاصي
وشناعتها ، فالأئمّة عليهمالسلام بلحاظ علمهم بالآثار وعواقب المعاصي والمحرّمات كانوا
معصومين منها ، مع أنّهم ليسوا مجبورين على تركها ، كما أنّ العصمة تتحقّق لأكثر
المتشرّعة بالنسبة إلى بعض المعاصي ـ مثل كشف العورة في الملأ العامّ والزنا مع
المحارم ـ بلحاظ علمهم بشناعتهما مع قدرتهم على فعلهما.
الثالث : أنّ كلّ
فعل اختياري بمعنى الأعمّ يدلّ بدلالة عقليّة على وجود الإرادة في النفس ، فالقول
أيضا فعل اختياريّ للقائل وكاشف عن الإرادة