امتناع الاشتراك في القرآن.
وجوابه أوّلا : إنّا نرى في القرآن وجود اللفظ المشترك كثيرا ما ، مثل قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)(١) ، فإنّ لفظ القروء استعمل في المعنيين المتضادّين ـ أي الطهر والحيض ـ وهكذا لفظ العين استعمل في موضع من القرآن في معان متعدّدة ، مثل قوله تعالى : (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها)(٢). وقوله تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ)(٣) وأمثال ذلك.
وثانيا : أنّ الدليل المذكور مردود بكلا وجهيه : أمّا الإجمال فبأنّه اجتهاد في مقابل النصّ ؛ لأنّه تعالى صرّح بوجود المتشابهات في القرآن بقوله : (هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ)(٤).
وأمّا لزوم التطويل بلا طائل فبإمكان أن يكون نصب القرينة لغرض آخر غير تعيين المراد من المشترك ، لكن كانت تلك القرينة دالّة بالدلالة الالتزاميّة على المعنى المراد من اللفظ المشترك ، فلا يلزم التطويل بلا طائل.
__________________
(١) البقرة : ٢٢٨.
(٢) الأعراف : ١٧٩.
(٣) المطففين : ٢٨.
(٤) آل عمران : ٧.