أساتذة الفقه
والكلام ، وجهابذة المعرفة بالأحكام ، فصار كأنّه المجسّم من الأفكار الدقيقة ،
والمنظّم من الأنظار العميقة ، لا زالت رياض الفضل بنضارة علمه ممرعة ، وحياض
الشرع من غزارة فضله مترعة.
وهذا الكتاب الّذي
بين يديك ـ أيها القارئ الكريم ـ من تقريرات بحوث استاذه الحجّة الكوه كمري ضبطه
من مجلسه المنيف وهو حينئذ ابن احدى وعشرين سنة.
ثمّ إنّ لسماحته
من التصنيفات الرائقة ، والتأليفات الفائقة : شرح على «العروة الوثقى» للزعيم
الديني الكبير آية الله العظمى السيّد محمّد كاظم اليزدي الطباطبائي قدسسره ، على أكمل تفصيل ، وأجود تدليل ، يطفح العلم من جوانبه ،
وتتدفق الفضيلة بين دفتيه ، فإذا أسمت فيه سرح اللحظ ، فلا تقف إلّا على خزائن من
العلم موصدة أبوابها ، أو مخابئ ورقائق لم يهتد إليها أيّ المعي غير مؤلّفه
المبجّل ، ضع يدك على أيّ سفر قيّم من نفثات يراعه تجده حافلا ببرهان هذه الدعوى ،
وكافلا لإثباتها بالبيّنات.
وإذ تقوم مؤسّستنا
بطبع هذا السفر القيّم ، ترجوا من الله سبحانه التوفيق لنشر الكتب الإسلامية ،
وبثّ المعارف الإلهيّة ، وتوعية الجيل الجديد ، وتروية النفوس الظمآنة بالمفاهيم
العذبة النقيّة المأخوذة من العترة الطاهرة (صلوات الله عليهم أجمعين) ، كما وتشكر
سماحة آية الله العظمى الشيخ عليّ الصافي الگلبايگاني (دام ظلّه العالي) على
تفضّله بالموافقة على طبعه ، لتؤدّي بذلك خدمة كبرى لجمهور الباحثين ، وعلماء
المذاهب الاخرى الّذين يفتقرون إلى الغوص في ثنايا المذهب الإمامي ، والوقوف على
حقائقه وأسانيده ، وما يتّفق وما يختلف فيه.
سائلين المولى جلّ
وعلا أن يمدّ في عمره الشريف المبارك لخدمة العلم والدين ، إنّه سميع مجيب.
|
مؤسسة السيّدة المعصومة عليهاالسلام
٨ / شوال المعظم / ١٤١٩ ه. ق
|