العزّة والكرامة لهم ولله عزّ وجلّ ، لكنّهم مع ذلك لا يمنعون من بيان الحال إلى المؤمن ؛ لأنّ المؤمنين بعضهم من بعض كما سيأتي.
ولذا ورد عنهم عليهم السلام : «من شكا الحاجة إلى مؤمن فكأنّما شكاها إلى الله ، ومن شكاها إلى كافر فكأنّما شكى الله»(١).
وهم ـ في نفس الوقت ـ يوصون من قضيت الحاجة على يده بالكتمان وعدم المنِّ.
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : «المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجّة»(٢).
وعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في حديث ـ : «من اصطنع إلى أخيه معروفاً فامتنّ به أحبط الله عمله ، وثبّت وزره ، ولم يشكر له سعيه»(٣).
فانظر كيف يؤدّبون شيعتهم!
إنْ كانت لك حاجة فلا تخبر بها أحداً ، واكتمها ، وارجع إلى الذي ابتلاك بها واسأله ، فهو أقدر على قضائها وفرجك ؛ لأنّ عزّك في استغنائك عن الناس ، فإذا ضاق عليك الأمر فاعلِم أخاك المؤمن ـ لا غيره ـ بحاجتك إن كان قادراً على قضائها ، فهو مأمور بذلك وبالستر عليك ، بل لك الفضل عليه إذا أخبرته بذلك فوفّق لتحصيل الأجر والثواب.
وقد أشرنا إلى أنّ الحوائج على أنواع ، نذكرها في الفصول التالية :
__________________
(١) وسائل الشيعة ٩/٤٤٧ ح ١٢٤٦٣.
(٢) وسائل الشيعة ٩/٤٥٦ ح ١٢٤٨٩.
(٣) وسائل الشيعة ٩/٤٥٢ ح ١٢٤٨١.