«يحشر النّاس على
نيّاتهم» . «يحشر بعض الناس على صورة تحسن عندها القردة والخنازير» . «كما يعيشون يموتون وكما ينامون يبعثون» . فهذا هو مسخ البواطن من غير أن يظهر صورته في الظاهر فترى
الصور أناسيّ ، وفي الباطن غير تلك الصور من ملك أو شيطان أو كلب أو خنزير أو أسد
أو غير ذلك من حيوان مناسب لما يكون الباطن عليه.
وثالثها ـ ما يمسخ
الباطن وينقلب الظاهر من صورته التي كانت إلى صورة ما ينقلب إليه الباطن لغلبة
القوّة النفسانيّة ، حتّى صارت تغيّر المزاج والهيئة على شكل ما هو من صفته من
حيوان آخر ، وهذا أيضا جائز بل واقع في قوم غلبت شقوة نفوسهم ، وضعفت قوّة عقولهم.
ومسخ البواطن قد كثر في هذا الزمان كما ظهر المسخ في الصورة الظاهرة حسب ما قرأنا
في بني إسرائيل ، كما قال سبحانه : (وَجَعَلَ مِنْهُمُ
الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ) وقوله : (كُونُوا قِرَدَةً
خاسِئِينَ) .
وأما مسخ صورة
الباطن دون الظاهر ، فكقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في صفة قوم من أمّته : «إخوان العلانية أعداء السريرة ،
ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم امرّ من الصبر ، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين
وقلوبهم قلوب الذئاب» ، فهذا مسخ البواطن أن يكون قلبه قلب ذئب وصورته صورة
إنسان والله العاصم من هذه القواصم» انتهى موضع الحاجة من كلامه.
وقال الشيخ في «الإشارات»
بعد بيان أحوال النفوس الكاملة ، والمستعدّة للكمال
__________________