واعترضه (١) أيضا : بأنّ الحاصل عن الدليل كما يكون علما ، فقد يكون ظنا فتخصيص اسم البيان بالعلم ، دون الظنّ ، لا معنى له ، مع أنّ اسم البيان يعمّ الحالتين.
وقال السيد المرتضى (٢) والشيخان أبو علي وأبو هاشم البيان هو الدلالة.
وقال أبو الحسين البصري : البيان منه عامّ وهو الدلالة ، يقال : بيّن لي فلان كذا بيانا حسنا ، فتوصف دلالته وكشفه بأنّه بيان ، ويقال : دللت فلانا على الطريق وبيّنته له ، فلمّا اطّرد ذلك ، كان حقيقة.
ومنه خاصّ ، وهو المتعارف عند الفقهاء ، وهو كلام أو فعل دالّ على المراد بخطاب لا يستقلّ بنفسه في الدلالة على المراد ، ويدخل فيه بيان العموم. (٣)
وفيه نظر ، لخروج بيان الفعل عنه.
وقال الغزّالي وأكثر المعتزلة كأبي الحسين : إنّ البيان هو الدّليل ، لأنّ من ذكر دليلا لغيره ، فأوضحه غاية الإيضاح ، يصحّ أن يقال : إنّه بيان حسن ، وقد تمّ بيانه ، ويشار به إلى الدليل المذكور.
وقيل (٤) : البيان هو الذي دلّ على المراد بخطاب لا يستقلّ بنفسه في الدّلالة على المراد.
__________________
(١) المعترض الآمدي في الإحكام : ٣ / ١٨.
(٢) الذريعة إلى أصول الشريعة : ١ / ٣٢٩.
(٣) المعتمد : ١ / ٢٩٣.
(٤) القائل سراج الدين الأرموي في التحصيل من المحصول : ١ / ٤١١.