الثاني : قال عمر : زوّرت في نفسي كلاما فسبقني إليه أبو بكر. (١)
الثالث : قال الأخطل (٢) :
إنّ الكلام لفي الفؤاد وإنما |
|
جعل اللّسان على الفؤاد دليلا |
الرابع : هذه الألفاظ معرّفات ، فلو كانت كلاما لأجل تعريف المعنى النّفساني ، فلتكن الكتابة والإشارة كلاما.
والجواب : الشّهادة هي الإخبار [عن الشيء] مع العلم واعتقاده ، ولمّا انتفى الاعتقاد ، كذّبهم في ادّعائهم الشهادة ، لا في المشهود به.
ويقال : زوّرت في نفسي كلاما ، أي قدّرته وفرضته ، كما يقال : زوّرت دارا أو بناء.
وكون الكلام في الفؤاد ، إشارة إلى تصوّره ، مع أنّه لم يكن عربيّا خالصا.
والقياس في اللغة ، باطل.
إذا ثبت هذا ، فالحقّ أنّ الأمر اسم للّفظ الدّال على مطلق الطّلب ، لا لعربيّ ، فإنّ الفارسيّ إذا طلب شيئا بلغته قيل : أمر ، ويحنث به.
__________________
(١) نقله الفخر الرازي في المحصول : ١ / ١٩٦ ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق : ٣٠ / ٢٨٥ والطبري في تاريخه : ٢ / ٤٤٦ ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ١٢ / ١٢٧.
(٢) هو غياث بن غوث من بني تغلب ، شاعر مصقول الألفاظ ، أحد الثلاثة المتّفق على أنّهم أشعر أهل عصرهم (جرير وفرزدق والأخطل) نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة ، واشتهر في عهد بني أميّة بالشام ، وأكثر من مدح ملوكهم ، ولد سنة ١٩ ه وتوفّي سنة ٩٠ ه. لاحظ الأعلام للزركلي : ٥ / ١٢٣.