باب المقدمية بين الضدين لم يكن الا شبهة في مقابل البديهيات أى لا يصح كلية الكبرى والمراد من الكبرى الكلى ما استدل به القائلين بالمقدمية من انّ كل عدم المانع مقدمة لكن يقال في الجواب ليس كل عدم المانع من المقدمات لان المانع على قسمين احدهما ما يمنع عن المقتضى والظاهر انه ما يمنع عن تأثير المقتضى فعدمه مقدمة أى عدم هذا المانع مقدمة واما المانع الذي لا يمنع عن تأثير المقتضى فعدمه ليس مقدمة ولا يخفى ان العلة اما بسيط واما مركب واذا تمت اجزاء العلة المركبة فثبت تأثيرها مثلا نار علة للاحراق مع وجود الشرائط من قرب النار للشيء الذى قابل للاحراق مع عدم رطوبة هذا الشيء فان الرطوبة تمنع عن تأثير النار فعدم هذا المانع كان من المقدمات والظاهر ان عدم هذا المانع مقدم بالطبع.
واعلم انّ السبق والتقدم على ستة اقسام : الاول السبق الزمانى أى اجزاء الزمان مقدم بعضها على بعض. الثانى التقدم الرتبى هو على قسمين أى عقلى وحسى والمراد من التقدم الرتبى العقلى هو كتقدم الجوهر على الجسم والجسم على الحيوان وهو على الانسان والمراد من التقدم الرتبى الحسى كتقدم آمام الجماعة على المأموم.
الثالث التقدم بالشرف كتقدم الفاضل على المفضول.
الرابع التقدم الطبعى كتقدم العلة الناقصة على المعلول.
الخامس التقدم بالعلية كتقدم العلة التامة على معلولها.
السادس التقدم بالماهية أو بالتوجوهر وهو عبارة عن تقدم