عدي وقال : كان
غالياً في التشيّع. وقال السعدي : زائغ مجاهر.
فلقائل أن يقول :
كيف ساغ توثيق مبتدع ، وحدّ الثقة العدالة والإتقان؟ فكيف يكون عدلاً مَن هو صاحب
بدعة؟
وجوابه : إن
البدعة على ضربين ، فبدعة صغرى كغلوّ التشيّع أو كالتشيّع بلا غلوّ ولا تحرّق ،
فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق. فلو ردّ حديث هؤلاء لذهب
جملة من الآثار النبوية ، وهذه مفسدة بيّنة ...» .
لكنّ بعض
المتعصّبين يقدحون في الرجل إذا كان شيعيّاً ويكرهون الرواية عنه ، ويعبّرون عنه
بعباراتٍ شنيعة ، بل حتى وإنْ كان من الصحابة ، مع أنّ المشهور بينهم ـ بل ادّعي
عليه الإجماع ـ عدالة الصحابة أجمعين ، وإليك نموذجاً من ذلك :
قال الحافظ ابن
حجر : «ع ـ عامر بن واثلة أبو الطفيل الليثي المكي ، أثبت مسلم وغيره له الصحبة ـ وقال
أبو علي ابن السكن : روي عنه رؤيته لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم من
وجوهٍ ثابتة ، ولم يرو عنه من وجهٍ ثابت سماعه. وروى البخاري في التاريخ الأوسط
عنه أنه قال : أدركت ثمان سنين من حياة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلّم. وقال
ابن عدي : له صحبة ، وكان الخوارج يرمونه باتّصاله بعلي وقوله بفضله وفضل أهل بيته
، وليس بحديثه بأس. وقال ابن المديني : قلت لجرير : أكان مغيرة يكره الرواية عن
أبي الطفيل؟ قال : نعم. وقال : صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه : مكي ثقة. وكذا قال
ابن سعد وزاد : كان متشيّعاً. قلت : أساء أبو محمّد ابن حزم فضعّف
__________________