وأظهر مغزاه ،
وإنّما منعنا في التّحدّي بالقرآن من حيث أطلق التحدّي به ، وعري ممّا يخصّه بوجه
دون وجه ، فحملناه على ما عهده القوم وألفوه في التحدّي. ولو كان النّبيّ صلىاللهعليهوآله قد أفهمهم تخصيص التحدّي ـ كما ادّعيت ـ بقول مسموع لوجب
أن ينقل إلينا لفظه ، والمقام الذي قامه الرسول صلىاللهعليهوآله فيه ، وليس نجد في ذلك نقلا.
وكذلك لو كان
اضطرّهم إلى قصده بمخارج الكلام ، أو بما يجري مجرى مخارجه من الإشارات وغيرها ،
من غير لفظ مسموع ، لوجب اتّصال ذلك أيضا بنا وحصول علمه لنا ؛ لأنّ ما يدعو إلى
نقل الألفاظ المسموعة يدعو إلى نقل ما يتّصل بها من مقاصد ومخارج ، لا سيّما فيما
تمسّ الحاجة إليه. ألا ترى أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا نفى النبوّة بعد نبوّته بقوله عليهالسلام : «لا نبيّ بعدي» ، ثمّ أفهم السّامعين مراده من
__________________