وكذلك القول في القرآن إنّه (١) إذا أنزله الملك ، وأوصله ـ عند ادّعاء الرّسول النّبوّة ـ إليه ، حتّى ظهر ؛ فلا بدّ من أن يكون فيه (٢) نقض عادة (على أحد الوجهين اللّذين ذكرناهما.
وعلى هذا الوجه قال شيوخنا : إنّ نزول الملك على الرّسول معجز لذلك الملك الّذي هو رسول إليه عن الله تعالى ؛ وإن كان النزول من فعله لما كان عندهم يتضمّن من نقض العادة.
وما ذكرناه ، فإن اتّفق مع ذلك أن ينزل على خلاف صورته فقد انضاف إليه معجز آخر ؛ لأنّ العادة لم تجر بمثله (٣).
وعلى هذا الوجه تعدّ مشاهدته صلىاللهعليهوآله لجبرئيل عليهالسلام نقض عادة (٤) ؛ لأنّها لم تجر بذلك ، وكلّ ذلك يصحّح (ما ذكرناه من قبل) (٥).
وإنّما يجب في المعجز (٦) أن يكون في حكم الواقع من قبله تعالى ، حتّى يصحّ أن يكون بمنزلة التّصديق ؛ وقد يكون كذلك بأن يحدث وبأن يعلّق (٧) بأمر حادث من قبله ، على بعض الوجوه.
ولو أنّ الواحد منّا قال لزيد : أنا رسول عمرو إليك ، فطالبه بالدّلالة ، لكان إذا أقبل على (٨) عمرو فقال : إن كنت رسولك فصدّقني (أو حرّك يدك) (٩) على رأسك ، أو قل لعبيدك وأولادك ـ الّذين تعلم من حالهم أنّهم يصدرون فيما يفعلون عن رأيك ، ولا يخالفونك ـ أن يصدّقوني فيما ادّعيت ، فوقوع ذلك منهم ، والحال (١٠) ما ذكرناه ، كوقوع التّصديق من قبله ، فكذلك القول فيه تعالى».
__________________
(١) ليست في المغني.
(٢) في المغني : منه.
(٣) في الأصل : مثله ، والمناسب ما أثبتناه.
(٤) زيادة في الأصل ليست في المغني.
(٥) في المغني : ما قدّمناه.
(٦) في المغني : المعجزات.
(٧) في المغني : بأن تحدث وأن تتعلّق.
(٨) من المغني.
(٩) في الأصل : وحرّك ، وما أثبتناه من المغني.
(١٠) في الأصل : والحال ذلك.