مُكْرَمٌ أصحابُه ، كما تقول : زيدٌ يُكْرَمُ أصحابُه » (١) .
والذي يميّز هذا التعريف عمّا سبقه ، أنّه لم يأخذ عمل اسم المفعول في تعريفه ، وإنّما ذكره بعد ذلك ؛ لأنّه ليس من مقوّماته الذاتية . ومراده بـ : ( الفعل ) في التعريف : المصدر ؛ لأنّهم يسمّون المصدر فعلاً وحَدَثاً .
وعرّفه ابن الحاجب ( ت ٦٤٦ هـ ) في الكافية بأنّه : « ما اشتقّ من فعلٍ لِمَنْ وقع عليه » (٢) ، وهو بمضمون تعريف المطرّزي ، إلّا أنّه أكمل ؛ لقوله : ( اشتقّ من فعل ) .
وقال الرضي الاسترابادي في شرحه : « وسُمّيَ اسم المفعول ، مع أنّ اسم المفعول في الحقيقة هو المصدر ؛ إذ المراد : المفعول بهِ الضرب ، أي : أوقعته عليه ، لكن حذف حرف الجر ، فصار الضمير مرفوعاً ، فاستتر » (٣) .
وتابعه علىٰ هذا التعريف كلّ من :
الأردبيلي ( ت ٦٤٧ هـ ) ؛ قال : « هو المشتقّ من فعلٍ لمَن وقع عليه الفعل ، ويعملُ عمل ( يُفعَلُ ) من فعله ، أي : يعمل عمل المضارع المبني للمفعول المشتقّ من مصدره ، نحو : زيدٌ مضروب غلامُه » (٤) .
وٱبنِ هشام ( ت ٧٦١ هـ ) ؛ قال : « هو ما اشتقّ من فعلٍ لمَن وقع عليه ، كمضروب ومُكْرَم . . .
وفي قولي في حدّه : ( ما اشتقّ من فعل ) من المجاز ، ما تقدّم شرحه
__________________
(١) المصباح في علم النحو ، ناصر بن أبي المكارم المطرزي ، تحقيق ياسين محمود الخطيب : ٦٣ .
(٢) شرح الرضي علىٰ الكافية ، تحقيق يوسف حسن عمر ٣ / ٤٢٧ .
(٣) شرح الرضي علىٰ الكافية ٣ / ٤٢٧ .
(٤) شرح الأُنموذج في النحو ، محمّد بن عبد الغني الأردبيلي ، تحقيق حسني عبد الجليل يوسف : ١٢٨ .