ضعيفة ، لا يمكن أن يكون لها هذا الأثر العظيم في فصل الشيعة عن باقي المسلمين ، ولا سيما إذا علمنا بوجود الأحاديث الكثيرة الصحيحة التي تحث على حسن معاشرة أهل السنة ، والصلاة معهم ، وعيادة مرضاهم ، وحضور جنائزهم ، والشهادة لهم وعليهم ... وما إلى ذلك.
ثمّ إن الشيعة إذا خرجوا من الإسلام ، وفارقوا باقي فِرَق المسلمين أو أهل السنة بخصوصهم كيف يتسبَّب من ذلك القضاء على الإسلام والمسلمين ، وهم لم يشهروا على باقي المسلمين سيفاً ، ولم يكيدوا لهم مكيدة أبداً في سرٍّ أو علانية؟!
والإنصاف أن هذا الحديث وأمثاله لا ينشأ منه فصل الشيعة عن الإسلام ولا عن باقي المسلمين ، وإنما يسبب افتراق المسلمين واختلافهم ما يكتبه هؤلاء الكُتَّاب الذين يسعون باذلين جهدهم لتكفير طائفة عظيمة من طوائف المسلمين ، متشبِّثين بأحاديث ضعيفة لم يفهموا معانيها ، أو فهموها ولكن سوَّلت لهم أنفسهم أمراً ، فحمَّلوها ما لا تحتمل من الوجوه الفاسدة والاحتمالات الواهية ... فكفَّروا مَن شاءوا بلوازم فاسدة ، لمعانٍ غير صحيحة ، لأحاديث ضعيفة.
وقوله : «بحجَّة أن أمة الشيعة في غنىً عما عند المسلمين من وحي الكتاب الكريم وهداية السنة النبوية ... وذلك بما لديها من مصحف فاطمة ... إلى آخره» واضح الضعف ، فإن الشيعة الإمامية لم يفارقوا