قال : والجمهور
يعظمون هذه الخاصية أكثر من الأوليين ؛ لغلبة الجسمانية عليهم ، ثمّ يعظمون أمر
الإخبار عن الحوادث الجزئية أكثر من تعظيم الاطلاع على المعارف الحقيقية.
وأمّا أولو
الألباب ، فأفضل أجزاء النبوّة عندهم هو الضرب الأوّل ، ثمّ الثاني ، ثمّ الثالث ،
ومجموع الأمور الثلاثة على الوجه المذكور يختصّ بالأنبياء عليهمالسلام ، وكلّ جزء منها ربما يوجد في غيرهم.
والأوّل لا يكون
إلّا خيرا وفضيلة ، وهو قد يوجد في الأولياء على وجه التابعية للأنبياء ، وكلّ من
الأخيرين ينقسم إلى الخير والشر ، فإنّ ضربا من الإخبار ببعض المغيبات الجزئية من
الحوادث ربما يوجد في أهل الكهانة والمستنطقين ، وكذا قوّة التأثير للنفس المتعدي
من النفوس الشريرة ، كما يأتي ذكره .
أقول : أنظر الآن
إلى شرف الإنسان ، وبعد مراقيه ، كيف وصل إلى ما وصل ، وكيف فعل ما فعل؟
قال الشيخ
السهروردي ، صاحب الإشراق : لما رأيت الحديدة الحامية
__________________